قالت ألعرب : من كان أستاذه كتابه كثر خطأه وقل صوابه ، وفي ذلك إشارة لمن لم يأخذ العلم والمعرفة عن العلماء ولم يعرف الطرق التي سلكوها في طلب العلم ولذلك يلتبس عليه الأمر وكثيراً ما يتبنى آراءً وافقت باطلاً في نفسه فلوى لإجلها النصوص والمسلمات وقولبها وفقاً لهواه .
من أولئك الواهمين بعض السياسيين الأغرار الذين توهموا بأنهم صمام الأمان لبلدانهم ولدول الخليج وما علموا أنهم ثُقب السفينة ، فحاولوا مناطحة أساطين السياسة وكانت النتيجة أن تلقوا الصدمة تلو الصدمة فرجعوا ينقبون في التراث ويبحثون في الكتب ، وقمة هدفهم هز الجبل وتحطيم الصخرة التي لطالما عجز عنها من هو أعتى منهم فانطبق عليهم قول العرب :
كناطحٍ صخرةً يوماً ليوهنها ،،، فلم يضِرها وأوهى قرنه الوعل .
هذا الجبل الأشم وهذا البحر الخضم هو موطني وموطن الأحرار هي السعودية ألتي لطالما تكالب عليها الصغار بأحقادهم وأحلامهم المريضة وكان كيدهم في بوار هؤلاء الأقزام الصغار هم من وصفوا المملكة في يوم من الأيام بأنها دولة هرمة وبعد أن صدقوا حلمهم الكاذب حاولوا ترويجه بين ألناس ، إلا أن الأيام أثبتت أن السعودية في عنفوان الشباب وحكمة الشيوخ وحلم الكرام .
فكلٌ شاهدها وقد مرت بها العواصف تترى والأمواج تتلاطم والغيوم تتلبد فما لبثت أن تبددت ، ومن وصُفت بالهرمة قد أصبحت من الدول العشرين اقتصادياً ، ومن الأقوى عسكرياً ، ومن الأبرع سياسياً ، وما زاد ألأقزام مرارةً أنهم رأوها و هي الأقوى والأكثر لحمةً وتماسكاً اجتماعياً . ومن أقدار المولى عز وجل أنه في كل هدف تحققه المملكة وفي كل خطوة تخطوها للأمام يتضاءل الأقزام ، ويرجعون مراحل إلى الوراء في كل مرة . رغم ذلك كله إلا إنهم لا يستوعبون ألدروس فتتجدد أوهامهم فيبتدعون بدعة جديدة إسمها نهاية دول الخليج ويرسمون خريطة أحلامهم على الرمل كما رسموها في يوم من الأيام مع من باركها لهم ثم هلك لتتبعثر أحلامهم مع الرياح وهذه المرة بإعتقادهم أنهم عرفوا ما لم يعرفه غيرهم مستشهدين بكلام بن خلدون وكأنهم أتوا بالعجائب وهم في الحقيقة فعلاً قد أتوا بالعجائب فكما قيل :
من تكلم بغير فنه أتى بالعجائب فهم يبحثون في كل شيء ويتصورون كل شيء متناسين قوله تعالى : ( ويمكرون ويمكر الله واللهُ خيرُ الماكرين ) الآية .
عوداً على بدء ،،، فالذين يتوهمون هذه الأوهام ويبحثون عنها في أمهات الكتب ويوظفون من يستجلبها من مضانها وقبل أن يعلنوها كان الأحرى بهم والأجدر أن يعرضوها على من يعلمهم شروطها وأسرارها وكيف تتحقق ولكن يبدو أن القوم في عجلة من أمرهم أو أنهم يظنون أنهم وصلوا لشيء لم يسبقوا إليه .
خلاصة القول لا أحد يستطيع منعهم من أحلامهم فالحاسد والحاقد ومن تجتمع فيه هذه ألصفات ويضاف إليها جهلهُ بقدرة الخصم لا يرعوي ولا يقبل النصح والتصحيح . ولكن العتب كل العتب على شبابنا ممن تنطلي عليه مثل هذه الأوهام فيصدقها ويروجها وينقلها ويحكيها .
إن من يُصدر مثل هذه ألمقولات والأوهام والأكاذيب إذا رأى ألواقع فهو كمداً يموتُ ، وما يبعث فيه ألحياة من جديد هو مايراه من تصديق له من قبل البعض ولو كانوا قلة قليلة .
بقلم / خالد بن مناحي المطيري
التعليقات 6
6 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
متابع
10/02/2018 في 1:54 م[3] رابط التعليق
دائمًا مبدع ابو الوليد
زائر
10/02/2018 في 1:55 م[3] رابط التعليق
سلمت اناملك على هالدرر
زائر
10/02/2018 في 2:06 م[3] رابط التعليق
مبدع استاذ خالد قلمك يتنقي الحروف ويسطر الكلمات بارك الله فيك
زائر
10/02/2018 في 6:53 م[3] رابط التعليق
دائما متميز و مقالك شامل
زائر
10/03/2018 في 11:13 ص[3] رابط التعليق
مبدع استاذنا الفاضل
زائر
10/07/2018 في 12:40 ص[3] رابط التعليق
بعد هالمقاله تغير كثير من مفاهيم في عقلي ..
شكرا علي تنويرنا