أبعاد الخفجى-اقتصاد:
نجحت شركة أرامكو السعودية في تطوير واكتشاف حقول جديدة للغاز على مشارف الجبيل الصناعية ورأس الخير في الامتداد الساحلي ما بين المدينتين لتعج المنطقة في حراك صناعي ضخم جداً واستثمارات ارتفعت لأكثر من 1.5 تريليون ريال عام 2016 في هذه المنطقة لوحدها لتجمع ما بين أكبر حقول الغاز الجديدة في العالم التي سوف تضيف أكثر من 5 مليارات قدم مكعبة قياسية، وأضخم مجمعات البتروكيماويات ومصافي النفط والتعدين ومشاريع التحلية والطاقة الكهربائية بطاقة 100 مليون طن متري سنويا.
ودشنت أرامكو السعودية مشاريع جديدة في معامل واسط والخرسانية والفاضلي الواقعة ما بين الجبيل وراس الخير لتبلغ المنطقة أوج ازدهارها على الرغم من تردي الأوضاع الاقتصادية العالمية وذلك في خضم خطط حكومية مكثفة لتوفير امدادات آمنة ومستقرة من اللقيم للصناعات البتروكيماوية ومصادر الطاقة في المملكة، للمساهمة العاجلة في انفاذ خطة التحول الوطني 2020 لتحقيق رؤية المملكة 2030. وتابعت “الرياض” هذه التطورات الصناعية التي تتطلب عمل دراسات عاجلة معمقة شاملة لتولي إدارة هذا الامتداد الساحلي بين ارامكو والهيئة الملكية وشركات معادن والتصنيع وشيفرون وغيرهم حيث من المتوقع ان تشهد المنطقة طلبا كبيرا جداً على مختلف الخدمات الحضرية والتنموية التي تواكب هذه التوسعات.
ومن المنتظر عقد سلسة اجتماعات قادمة لوضع دراسات للمنطقة بأكملها في وقت تعكف أرامكو على بناء مجمع الصناعات البحرية التي سوف تستقطب 80 ألف وظيفة وتنفيذ جملة من أضخم مشاريع الطاقة والتكرير والبتروكيماويات في العالم في مجمع صدارة وساتورب وكيان السعودية ومعادن وتوسعاتها للفوسفات 2و3 والالمنيوم.
وعلى الرغم من الازمات الاقتصادية التي اثرت على الكثير من دول العالم وشركاتها إلا أن المملكة حافظت على قوة اقتصادها وقوة مشاريعها التي لم تتعطل بل استمرت في التوسع، في حين يتطلب الأمر أهمية تكاتف كافة الصناعيين في المنطقة لتصور واستيعاب حجم ضخامة المشاريع خلال الخمس سنوات القادمة والنمو السكاني من العاملين والخدمات المرتبطة من تعليم وصحة واسكان وامن وترفيه.
وتتضمن المشاريع الحالية سكة القطار التي تربط الجبيل الصناعية برأس الخير حيث تم ترسية عقود الربط بين المدينتين وبين ميناء الملك فهد الصناعي والميناء التجاري بالجبيل حيث تعمل الهيئة الملكية حالياً على تهيئة الطرق والمسارات التي قد وضعت مسبقاً ضمن خطة تصميم الجبيل الصناعية والتي سهلت من عملية تشييد خطوط سكة الحديد دون معوقات.
ولاحظت “الرياض” ضمن المشاريع مساهمة مشروع “سابك” الوطني للسكك الحديدية في تطوير سلسلة الامدادات والشحن والتسويق حيث تتضمن مذكرة التفاهم الموقعة بين “سابك” والشركة السعودية للسكك الحديدية “سار” الدخول في اتفاق تجاري يتيح نقل منتجات الشركة من الصلب والبوليمرات من مدينة الجبيل الصناعية إلى مناطق مختلفة داخل المملكة ودول الخليج العربي في ظل بيئة آمنة مستدامة.
وأجرى مركز الامتياز لسلسلة الإمدادات العالمية في “سابك” الدراسة التقنية والاقتصادية وتصميم محطات القطار المخصصة ضمن نطاق شركات “سابك” وذلك بالتعاون مع وحدات الأعمال الاستراتيجية في الشركة، وإحدى الشركات الهندسية العالمية، ومن المتوقع الانتهاء من كافة التصاميم الأولية والدراسات التقنية والاقتصادية خلال العام الجاري 2016.
وتتمحور أهداف هذا المشروع حول تحسين كفاءة استهلاك الوقود وتقليل الأضرار الناجمة عن استخدام الشاحنات الثقيلة على الطرقات وتحسين مستوى السلامة، وتحسين الاستدامة من خلال الحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون والمساهمة في خفض الغازات المسببة للاحتباس الحراري بما يقارب 48.000 طن متري سنويا، وتحسين خدمة الشحن من خلال الجمع بين خدمات السكك الحديدية والناقلين مما يؤدي الى تحسين التسليم في الوقت المحدد.
وتشمل الخطط الاستفادة من السكك الحديدية في استقبال الحاويات الفارغة والحاويات المخصصة لمنتجات البوليمرات ضمن مرافق الميناء اللوجستية في مدينة الجبيل، لتصل كمية منتجات “سابك” المنقولة عبر شبكات السكك الحديدية إلى قرابة 12 مليون طن متري سنويا بحلول العام 2025.
