لسنا ضد الترفيه البريء ، بل معه وبقوه ، وندرك تماما بأننا لن نستطيع أن نعيد العجلة للوراء ، وندرك تماما بأن الكبت يولد الإنفجار، ونعي تماما بأن الدولة التي تنتهج أسلوب الرعاية الأبوية لن تنجح في ظل المتغيرات الحالية ومعطيات الحياة العصرية ، وثورة التقنية.
ولنا في أوروبا عظة وعبره إبان هيمنة الكنيسة وتسلطها ، للدرجة التي كان فيها البابا يعزل ويعين ملوك أوروبا ، ويوزع صكوك الغفران ، حتى ظهرت حركات التنوير المتزامنة والثوره الشعبية ضد هيمنة الكنيسه بنهاية القرن الثامن عشر والتي تزامنت مع الثورة الصناعية ، وما العلمانية إلا ردة فعل مضادة لتسلط الكنيسة ورجال الدين بآرآهم المحافظة المتشددة.
أما نحن ولله الحمد ديننا دين الوسطية دين المحبة والسلام ،، دين العدل والمساواة ، الدين الذي كان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم يضع يده تستند عليها أمنا عائشة رضي الله عنها تتفرج على الأحباش وهم يرقصون بالحراب في المسجد ، في المسجد ،، ديننا دين سماحة وأنس وليس دين حزن وكآبه ، ديننا ذلك الذي كان فيه النبي صلى الله عليه وسلم يسابق عائشة ويصارع ركانه ، أما دين التهديد والوعيد والمبالغة في الترهيب على حساب الترغيب ، فهذا دين لا ندين به ، نحن على دين محمد صلى الله عليه وسلم.
أردت بهذا أن أؤكد على أن الدين لا يتعارض مع الترفيه ، ولكن نحن حديثي عهد بصناعة الترفيه ، بعد عقود من إختطاف المجتمع زمن الصحوه ، ذلك الزمن المظلم الذي ذبحت فيه الوسطيه ، وظهر فيه وعاظ دجنوا المجتمع ، وساقوه خلفهم كالقطيع ، قائلين : إتبعونا وأسمعوا وأَطِيعُوا فنحن نعرف طريقا للجنه لا تعرفونه … نحن الآن في زمن إستيقظت الأمة على خراب الأوطان باسم الدين ، وعلى الذبح باسم الدين ، على الكآبة باسم الدين.
ديننا أرحم ، ديننا أعدل … ديننا دين الفرح والحب والسلام والسماحه ….. لن أطيل … ما حدث من مهازل في مهرجان الكوميكون ، أُريد له أن يكون هكذا ،، من قبل المنحرفين المنحلين والذي أجزم جزم يصل لحد القسم بأن جذورهم ليست من هذه الأرض الطاهرة ، ومن قبل المتشددين ، وكل له أجندته الخاصه ….!
أنا مع الترفيه بوجود ضوابط ،، تراعي أننا جيران بيت الله العتيق ومسجد نبيه صلى الله عليه وسلم ، ومهد الرساله … مع ترفيه ،، يراعي حرمات الله … ولعل ما حدث يصل لمتخذ القرار ويجعل هيئة الترفيه بيد أمينة تخاف الله وتراعي حرماته ، وأن يأخذ على يد الظلاميين الذين يحسبون الكآبة من الدين ،، ويلفض المنحلين أعداء الملة والدين وأعداء الوطن الذين يحسبون الحضارة إنحلال وإنسلاخ عن الدين..
كفى الله بلادنا شر الأشرار وكيد الفجار ، من المتنطعين والمتفسخين على السواء ..
والله أسأل أن يسترنا فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض .
بقلم/ سعيد بن محمد القاضي
التعليقات 5
5 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
عبدالله
03/03/2017 في 8:40 م[3] رابط التعليق
الدين يُعارض الترفيه اذا كان فيه معصية لله عز وجل اما انك تاتي وتتكلم عن وتصف زمن الصحوة والمحافظة بالمظلم فلا تاتي وتُفتي وتتصدر وانت ليس باهل للفتيا ومن خوّلك حتى تتكلم كيف لهذا الكلام يُنشر يا ابعاد الخفجي !!!!!!!
المواطن هو رجل الامن الاول
03/04/2017 في 1:58 ص[3] رابط التعليق
الترفيه في الخفجي سابقا وتحديدا قبل الثمانينات
كان سكان منطقة عشيرق يذهبون الى المسجد الذي في طلعة السوادي مسجد الدوار وكان الى الشرق منه على بعد ٥٠٠ م على البحر توجد سينما شهرزاد . والى الجنوب منه على بعد ٥٠٠ م سعودي كامب ويوجد به سينما . والى الشمال منه على بعد ٥٠٠م كويتي كامب ويوجد به سينما . وكان يشرف عليها رجال من أهل الخفجي بحكم عملهم في الشركة وكانت متاحة لمن يرغب الحضور . وايضا كانوا في انتظار فاعليات سنوية مثل سباق اختراق الضاحية ويقام على ملعب الشركة اليابانية الكائن بالقرب من سينما شهرزاد وكانت تحضر النساء للمشاهدة حيث كان الملعب والمدرجات في مكان منخفض ومكان النساء على تبة مرتفعة في الجهة الغربية من الملعب . والبهلوان يقام على نفس الملعب للرجال وداخل صالة السينما للنساء . وخلاصة القول في الوقت الحاضر إن الإنسان هو المتغير في ضوء الاعلام الموجه الذي يؤثر سلبا او ايجابأ في اختيار نوعية الترفيه . وأخيرا نحن مع ولي الامر فيما يجده من خير للمواطن .
زائر
03/04/2017 في 10:55 م[3] رابط التعليق
خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز رحمه الله يحمد الله على وجود الصحوة ويعدد مناقبها بتسجيل موثق بالصوت والصورة على اليوتيوب فكيف تصفه بالزمن المظلم الذي ذبحت فيه الوسطية في زمن عايشه الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله مفتي عام المملكة ؟؟!!!!
الصحوة الإسلامية أثنى عليها الشيخ عبدالله بن جبرين رحمه الله عضو الإفتاء سابقاً
أرى أنك خالفت العلماء وولاة الأمر في نقدك للصحوة الإسلامية
والمأمل منك التراجع ولزوم غرز العلماء وعدم الحيدة عن طريقهم
وفقك الله ويسر أمرك
فارس بلا جواد
03/05/2017 في 10:47 ص[3] رابط التعليق
سبحان الله، ما ارى في مقالك هذا الا امتصاصا لغضب الناس على ما حدث في مهرجان الكوميكون واعجابا منك ورضى عن ما جرى وكأنك تروج له.
لكن تذكر أن الأغلبية في المجتمع السعودي لن ترضى ولن تقبل هذا النوع من التسفيه وان سميتموه ترفيها.
زائر
03/05/2017 في 12:15 م[3] رابط التعليق
السلام عليكم .
الكل يحدد الوسطيه بتقديره والكل يصف نفسية بالوسطي ومنهم من فرط ومنهم غالى في الدين. والكل يرفه بما يراه مناسب له فلا احد يحدد كيف اترفه انا وذاك وتلك ..إلخ فمن يقوم بهذا ليس من الوسطية في شيء.
تحياتي ( ابومشاري)