تولي المملكة اهتماماً كبيراً في تطبيق مبدأ الاستدامة على صعيد كافة جوانب الحياة الاجتماعية والاقتصادية خاصة العمرانية منها، والتي تشهد تطوراً متزايداً بتطبيق التقنيات الصديقة للبيئة في قطاع البناء والتشييد، الذي يعتبر من أهم القطاعات في المملكة، ويحتل المرتبة الثانية بعد النفط حيث بلغت قيمة مساهمته بالناتج المحلي الإجمالي حوالي 163 مليار ريال لعام 2015 بحسب الاحصاءات الرسمية الصادرة عن الهيئة العامة للإحصاء في العام 2015م.

ومن المتوقع أن يستمر هذا القطاع في تعزيز ومضاعفة نموه نظراً للإمكانات الكبيرة التي يتمتع بها مدعوماً بالمشاريع التنموية التي تقوم بها المملكة بحسب البرنامج الوطني لرفع نسبة مسامة القطاع الخاص بالناتج المحلي الى 65% بحلول العام 2030.

وفي ظل التطور الملحوظ في البناء والتشييد على مستوى العالم وانتشار مفهوم العمارة المستدامة وترشيد أساليب البناء واستهلاك الطاقة، وفي هذا الإطار قامت المملكة بتوقيع عقد شراكة عالمية لإنشاء 1.5 مليون وحدة سكنية باستخدام تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد، بقيمة مالية بلغت 1.45 بليون دولار، والتي توفر ما يقارب 30% من مخلفات البناء، و50% من اليد العاملة، وبالتالي تسهم بتخفيض التكلفة الإجمالية للبناء، الأمر الذي يتماشى مع برنامج الإسكان الذي أطلق في يناير 2017 لتطوير القطاع السكني بأحدث تقنيات البناء. ويلعب معرض البناء السعودي دوراً فاعلاً في جذب مثل هذه الاستثمارات العالمية وزيادة أنشطة البناء لدفع قطاع البناء والتشييد في المملكة إلى الأمام، حيث اتخذ المعرض مكانة في المقدمة لأكثر من 27 عاماً أسهمت في جلب أحدث تقنيات البناء واستعراض أفضل الفرص الاستثمارية في مجال التشييد والتطوير العقاري، كما جسد المنصة المثلى التي جمعت آلاف المصنّعين والمورّدين وأصحاب الاختصاص من مختلف أنحاء العالم، ويستعد في دورته الـ29 لاستكمال هذا المشوار وجلب المزيد من فرص الاستثمار داخل المملكة للمساهمة بشكل فعّال في زيادة الناتج المحلي، والاطلاع على أحدث ما توصل إليه قطاع الإنشاءات في العالم.