ندى محمد 

ابعاد الخفجى-سياسة:
أعلن يوم أمس عن ظهور تنظيم جهادي جديد تعهد بالقضاء على جماعة الحوثي وجز رؤوسهم، كما تبنى التنظيم، الذي أطلق على نفسه “أنصار الدولة الإسلامية في جزيرة العرب” في بيان الهجوم الانتحاري الذي استهدف تجمعاً لجماعة الحوثي في منطقة التحرير في العاصمة صنعاء أول من أمس، وأدى إلى مقتل نحو 50 شخصاً وجرح ما يزيد على 130 آخرين، هدد فيه جماعة الحوثي بالقتال حتى آخر رمق، وقال البيان مخاطباً الجماعة “اعلموا أنّ دماء أهل السنة عزيزةٌ وغالية ولن تضيع سدًى بعد اليوم، وسوف نقابل بقوة الله أي تعدٍّ عليها بأقسى وأشد وأنكى أضعاف الرد الذي ليس له حدود، فبإذن الله لنقطعنّ رؤوسكم ولنشتتن صفّكم، ولنحرِّقنّ جمعكم، ما دام فينا عرقٌ ينبض، وقلبٌ يخفق، والخبر ما سترون لا ما ستسمعون، وستكون بيننا وبينكم ليال يشيب لهولها الولدان، فالقادم أدهى وأمر بإذن الله”.
وطالب البيان أهل السنة بـ”الابتعاد عن المناطق التي يوجد فيها الحوثيون والجيش اليمني، وعدم السكن أو المرور فيها”. مؤكداً أن هذه المواقع “هي أهدافٌ مشروعة” لمقاتليه.
في الأثناء عززت جماعة الحوثي من إجراءاتها الأمنية لحماية مقرات الاعتصام التابعة لها في العاصمة صنعاء، وذلك تخوفاً من عمليات انتحارية جديدة ينفذها تنظيم القاعدة، في وقت لم تفق الحركة من هول الصدمة بعد ضربها في ميدان التحرير في العاصمة أول من أمس، وكشف الحادث عن اختراق جدي لنظامها الأمني الذي قامت ببنائه لمواجهة مثل هذه الأحداث، وقد ألغت الجماعة يوم أمس التجمع في صلاة الجمعة في شارع المطار، الذي اعتادت على تنظيمه كل جمعة للضغط على الرئيس هادي للاستجابة لمطالبهم.
وكان الحوثيون قد فرضوا على الرئيس هادي إلغاء قراره بتكليف الدكتور أحمد عوض بن مبارك لتشكيل الحكومة باعتباره بعثياً، حيث كانوا يخططون في حالة عدم امتثال هادي لمطالبهم إلى تنفيذ انقلاب ضده من خلال الدعوة للتجمع بميدان السبعين بالقرب من دار الرئاسة. وبدأ هادي بالتشاور مع مستشاريه لاختيار رئيس جديد للحكومة، خاصة بعد أن لقي قراره بتعيين ابن مبارك معارضة الحوثي وحزب المؤتمر الشعبي العام، الذي يتزعمه الرئيس السابق علي عبدالله صالح، إلا أن اختيار رئيس الحكومة الجديد لن يخرج عن الموالين لجماعة الحوثي.
وفي تجسيد عملي لسيطرة الحوثيين على مقاليد الأمور في العاصمة صنعاء أصدر وزير الداخلية اللواء عبده حسين الترب قراراً وزارياً قضى بتكليف العقيد عبدالرزاق المؤيد – المحسوب على الحوثيين – مديراً لشرطة العاصمة. ويرى مراقبون أن الحوثيين يبتلعون أجهزة الدولة بصنعاء بشكل تدريجي، حيث يتولون إدارة أجهزة الدولة بحكم الأمر الواقع، والذي يؤهلهم لإعلان سيطرتهم على الدولة بشكل كامل.
في سياق أمني، أبطل خبراء المتفجرات بالأدلة الجنائية في اليمن أمس عبوة ناسفة زرعها مجهولون على الطريق العام بمنطقة العشاش التابعة لمحافظة صنعاء. وأوضحت إدارة أمن محافظة صنعاء أن العبوة الناسفة تتكون من 5 قنابل يدوية إلى جانبها مواد متفجرة تم ربطها بواسطة سلك كهربائي، موصولة بجهاز توقيت وهي على وشك الانفجار.وفرضت أجهزة الشرطة طوقاً أمنياً حول المكان الذي وجدت فيه العبوة الناسفة، حفاظاً على حياة السكان وسلامتهم، فيما قام خبراء المتفجرات في الأدلة الجنائية بالتعامل مع العبوة الناسفة وإبطال مفعولها.