وصل المبعوث الأممي لدى اليمن مارتن غريفيث إلى صنعاء، أمس للتهيئة لجولة جديدة من مشاورات السلام بين الحكومة والانقلابيين الحوثيين المدعومين من إيران. ومن المتوقع أن يلتقي المبعوث الأممي بزعيم جماعة الحوثيين عبدالملك الحوثي لوضع اللمسات الأخيرة على الترتيبات اللوجستية لاستئناف المشاورات السياسية كما هومخطط. كما قالت مصادر في مكتب غريفيث إنه سيقوم اليوم الخميس بزيارة إلى مدينة الحديدة. وتزامنت المعارك التي استمرت ساعات مع وصول حشود كبيرة لمقاتلي الحوثي إلى الحديدة بحجة المشاركة في احتفال المولد النبوي، حيث وجد الحوثيون في المناسبة فرصة لتحريك تعزيزات كان الطيران يقوم برصدها قبيل الهدنة. كما شهدت مدينة حيس خلال ساعات الليل مواجهات بين الحوثيين والجيش الوطني اليمني عقب هجوم للانقلابيين، وتخللها قصف مدفعي.
وتعد هذه هي المرة الثانية التي تجددت فيها الاشتباكات بين الطرفين في الحديدة في فترة التهدنة التي دخلت حيز التنفيذ منتصف الأسبوع الماضي. هذا وأفادت مصادر ميدانية وطبية بمقتل مدني وإصابة ستة آخرين بألغام ونيران وقذائف ميليشيات الحوثي في الحديدة. وقالت المصادر إن طفلة قتلت وأصيبت شقيقتها، بانفجار لغم زرعه الحوثيون، بقرية محل البحر شمالي مديرية المراوعة شرق مدينة الحديدة. وحصدت الألغام، والعبوات الناسفة التي زرعتها الميليشيا في مساحات واسعة من الأراضي والمزارع في الساحل الغربي ومديريات تهامة، عشرات الضحايا معظمهم من الأطفال والنساء. فيما أصيب ثلاثة أطفال من أسرة واحدة جراء قصف للانقلابيين استهدف منزلاً شمال مدينة الصالح شمال شرقي الحديدة. كما أصيب رجل وزوجته جراء سقوط قذيفة أطلقها الحوثيون على منزلهما. ونقلت ميليشيات الحوثي 64 مختطفاً إلى ثلاثة مرافق تقع في مناطق المواجهات المسلحة بمدينة الحديدة. وقالت مصادر ميدانية أن الحوثيين نشروا في تلك المواقع مدافع ودبابات وصواريخ كاتيوشا، وجلبت إليها عشرات المسلحين وحولتها إلى خطوط دفاع ثاني تأتي بعد كلية الهندسة وإدارة التعليم المهني ومدينة الصالح. وأكدت المصادر أن من بين تلك المرافق التي نقل إليها المختطفون مدرستا الأنصار والشورى، ونشر الحوثيون على أسطحها مضادات جوية وفي فنائها بطاريات إطلاق صواريخ كاتيوشا ومدافع ثقيلة، ونقل إليها 20 محتجزاً. من جانب آخر، دمرت القوات الحكومية 12 لغماً بحرياً عثرت عليها قبالة سواحل ميدي بمحافظة حجة وقال مصدر عسكري إن قوات التشكيل البحري التابع للمنطقة العسكرية الخامسة أتلفوا بحضور مسؤولين من التحالف العربي 12 لغماً بحرياً. وتواصل ميليشيات الحوثي زراعة مئات الألغام البحرية في سواحل البحر الأحمر لإعاقة الملاحة الدولية.
