تنظم غرفة الشرقية يوم الثلاثاء 12/11 النسخة الخامسة من «ملتقى الصناعيين» الذي يعقد هذا العام تحت عنوان (الفرص الاستثمارية في الصناعات التحويلية لقطاعي المعادن والبتروكيمياويات) بمشاركة عدد من الخبراء والمتخصصين في القطاع الصناعي من داخل وخارج المنطقة الشرقية وبمشاركة واسعة وفعالة من الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك).
جاء ذلك على لسان رئيس مجلس إدارة الغرفة عبدالرحمن الراشد الذي أوضح إن هذا الملتقى الذي يعقد مرة كل عامين سوف يضع قائمة بالفرص الاستثمارية في الصناعات التحويلية في قطاعي (المعادن والبتروكيمياويات)، وسوف تعرض أمام المشاركين في الملتقى عن طريق بعض المعنيين والمتخصصين وممثلي الشركات العاملة في هذين النشاطين.
وأوضح الراشد إن الملتقى الذي يعقد بالمركز الرئيس للغرفة بالدمام يتطلع لفتح المزيد من آفاق الاستثمار، وجذب المزيد من رؤوس الأموال لإطلاق عدد إضافي من المشروعات في هذين القطاعين الاستراتيجيين، اللذين يعتبران في الوقت الحاضر من أهم مجالات الصناعة الوطنية، التي تتخذ من المنطقة الشرقية مركز انطلاقها، تحديداً في مدينتي (الجبيل الصناعية، وراس الخير) اللتين تضمان عددا كبيرا من المجمعات الصناعية الكبرى على مستوى العالم، مؤكداً إن اختيار هذين القطاعين عنوانا للملقى يعود لأهمية القطاعين وما يملكانه من ميزات نسبية، بحكم توافر موادها الأولية وهي في الغالب من منتجات شركتي أرامكو السعودية وسابك، اللتين من الممكن أن تزيدا عدد السلع المنتجة محليا المعتمدة على المواد الأولية المحلية أيضا.
وأضاف الراشد إن هذا الملتقى دأبت غرفة الشرقية ـ ممثلة في اللجنة الصناعية ـ على إقامته دعما وتطويرا للقطاع الصناعي، وتبحث من خلاله محورا من المحاور الهامة ذات العلاقة بالقطاع الصناعي، يدخل في إطار الجهود التي تبذلها الغرفة بالتنسيق مع الجهات المعنية لتطوير القطاع الصناعي، إيمانا منا بأهمية الصناعة كخيار استراتيجي لضمانة المستقبل، وآلية جادة وسليمة لتحقيق اهداف التنمية المستدامة، الرامية لتحقيق المزيد من النمو والتطور الاقتصادي.
مؤكدا إن التوجه للاستثمار الصناعي في هذه المجالات يحقق قيمة مضافة للاقتصاد الوطني من خلال تنويع مصادر الدخل، وإنشاء مشروعات جديدة تقدم سلعا ومنتجات جديدة، تسهم بدورها في توفير فرص وظيفية مجدية للكفاءات الوطنية، المتزايدة يوما بعد يوم، فضلا عن توفيرها مجالات عمل أمام المنشآت الصغيرة والمتوسطة.
ولفت رئيس غرفة الشرقية إلى أن أهمية هذا الملتقى تأتي من أهمية المنطقة الشرقية كـ «عاصمة للصناعة الخليجية» وبما تتمتع به من موقع جغرافي ينطوي على ثروات طبيعية هائلة، ويمنح مجالا للوصول إلى أسواق العالم الخارجي، فضلا عن الأسواق المحلية، وجعل منها منطقة قادرة ـ بإذن الله ـ على استيعاب العديد من المشروعات المعدنية والبتروكيماوية، وما نشهده من تطور هائل في هذا المجال هي خطوات موفقة في طريق طويل من الاستثمارات الصناعية، فلا تزال المنطقة مهيأة لمزيد من الاستثمارات في شتى المجالات الصناعية، فضلا عن الأنشطة الاقتصادية المساندة الأخرى، فهي فرص تلد فرصا أخرى.
من جانبه قال عضو مجلس الإدارة بالغرفة ورئيس اللجنة الصناعية بغرفة الشرقية سلمان الجشي إن الملتقى سيعطي فرصة كبيرة للوقوف على العديد من الفرص الاستثمارية التي نجد من اللازم التوجه لها، والعمل على تحويلها الى مشروعات ذات ربحية عالية، يجني منها الاقتصاد الوطني المزيد من النمو والتطور، وتفتح أبوابا جديدة أمام المستثمرين المحليين خصوصا ذوي المنشآت الصغيرة والمتوسطة.
وأضاف إن الصناعة خيارنا الاستراتيجي الأهم لمواجهة التحديات، ومنه ينطلق العديد من القطاعات الاقتصادية، التي هي بمثابة الأبناء البررة لهذا القطاع.
وأشار الجشي إلى أن المنطقة الشرقية تشهد تطورات متلاحقة على الصعيد الصناعي يتمثل في انطلاق العمل في المدينة الصناعية الثالثة، ومدينة رأس الخير الصناعية والجبيل 3، اضافة الى المدن الصناعية الأخرى في الدمام والخبر والأحساء، كلها تعزز الميزة النسبية التي تتسم بها المنطقة، كونها المنطقة الأكثر استقطابا للاستثمارات الأجنبية والمحلية، ليس على مستوى المملكة، بل على مستوى الخليج العربي، لذلك فهي «عاصمة الصناعة الخليجية» بكل جدارة واستحقاق.
وأضاف الجشي إن المنطقة الشرقية رغم كل الإنجازات التي تتحقق على الأرض ونشهده نتائجها يوميا في القطاع الصناعي، إلا أن الفرص لا تزال متاحة، والمجالات مفتوحة، والفرص أكثر من أن تحصى خصوصا في المجالات المعدنية والبتروكيماية التي هي عنوان هذا الملتقى، ويبقى القطاع الصناعي الأكثر استقطابا وديمومة للقوى العاملة الوطنية، وهو المجال الخصب للنمو والتطور، ولا تنمية دون صناعة، بالتالي فالملتقى خطوة من جملة خطوات لدعم صناعتنا الوطنية التي تسير بخطى واثقة نحو عالم مليء بالإنجازات.
وأشاد الجشي بالجهود التي يبذلها معال وزير الصناعة والتجارة الدكتور توفيق الربيعة لتطوير القطاع الصناعي، التي نأمل في أن تكلل هذه الجهود بمزيد من الخدمات والاجراءات التطويرية في المدن الصناعية، بما ينعكس على المشاريع الصناعية.
وشهدت القاعدة الصناعية في المملكة توسعاً كبيراً خلال العقود الأربعة الماضية، حيث قفز عدد المصانع العاملة من 198 مصنعاً في عام 1974م إلى 6519 مصنعاً في عام 2012.
ارتفع رأس المال المستثمر من حوالي 12 مليار ريال في عام 1974م إلى حوالي 838 مليار ريال في عام 2012.
وبشكل خاص فقد ارتفع عدد المصانع في المملكة خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة 31 بالمائة بفضل الدعم والتسهيلات التي قدمتها الحكومة للمستثمرين، وبشكل خاص قفز حجم الاستثمار في قطاع المعادن فقد زاد عدد المصانع بنسبة فاقت 53بالمائة خلال الأعوام الخمسة الأخيرة وباستثمارات قدرت بـ «85» مليار ريال.
كما ارتفع عدد العمالة في القطاع ليتجاوز 807 آلاف عامل في عام 2012 ، ويلاحظ زيادة عدد العمالة في القطاع خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تجاوزت 52 بالمائة.
واحتلت المنطقة الشرقية صدارة المناطق السعودية بتلقي حجم الاستثمارات الصناعية، حيث بلغت 524 مليار ريال، نظرا لتواجد معظم الصناعات البتروكيماوية والتعدينية فيها.