ابعاد الخفجى-سياسة:انفجر الوضع الأمني في مدينة طرابلس في الشمال اللبناني أمس، بمقتل أربعة أشخاص وإصابة 30 آخرين، بينهم 5 جنود باشتباكات بين باب التبانة السنية وجبل محسن العلوية في طرابلس.
وأوضحت المصادر أن من بين القتلى، طفل قتل خلال وجوده في مدرسة لقمان في محلة الملولة المتاخمة، حيث أخلى الجيش المدرسة من الطلاب، بينما أقفلت المدارس الأخرى في المنطقة.
وتأتي الاشتباكات بعد جولة من العنف بين الطرفين الأسبوعين الأخيرين من أكتوبر الماضي بين منطقتي باب التبانة (ذات الغالبية السنية) وجبل محسن (ذات الغالبية العلوية)، وكانت الثامنة عشرة في إطار مسلسل المواجهات بالمدينة منذ اندلاع النزاع بسورية في مارس 2011.
وتفاقمت حدة التوتر، بعد معلومات مؤكدة عن تمركز عناصر من “حزب الله” في منطقة جبل محسن العلوية تدير غرفة عمليات عسكرية مع الحزب العربي الديموقراطي المؤيد للنظام السوري، وسط غياب الخطة الأمنية للجيش، ما أجج المخاوف من انفلات الأمور، بعد أن بات تدخل “حزب الله” واضحا في خوضه معركة طرابلس عبر سرايا المقاومة والتنظيمات التابعة للنظام السوري.
وأقفلت عناصر من “حزب الله” أمس الطريق العام في الضاحية الجنوبية، حيث نفذت عناصر الحزب في البقاع عملية انتشار واسع على خط القرى الحدودية مع سورية في البقاع الشرقي، لضبط الحدود على غرار ما كانت تقوم به فرق الهجانة بالجيش النظامي السوري لمنع عمليات التهريب بين لبنان وسورية. وبذلك أثبت مدعو “المقاومة” أنهم مجرد ميليشيات مسلحة تعمل في خدمة نظام الأسد ضد الدولة اللبنانية.
في غضون ذلك، فكك الجيش اللبناني 3 صواريخ من طراز جراد كانت معدة للإطلاق في منطقة القاع الحدودية مع سورية. وأصدرت مديرية التوجيه بقيادة الجيش بيانا أمس ذكرت فيه أنها ضبطت “في منطقة القاع ثلاثة صواريخ. وحضر الخبير العسكري وعمل على تفجير الذخائر في مكانها. وتولت الشرطة العسكرية التحقيق بإشراف القضاء المختص لكشف المتورطين”.
وتقع منطقة القاع على الحدود مع قرى بمحافظة حمص السورية. وتتداخل منطقة المزارع فيها بشكل كبير مع الأراضي السورية، وتوجد فيها معابر عديدة غير قانونية بين البلدين كانت تستخدم قبل الحرب في سورية لتهريب سلع مختلفة وشكلت خلال فترة المعارك بريف حمص ممرا لآلاف السوريين النازحين والجرحى، وأحياناً المسلحين. إلا أن هذه الحركة تراجعت مع سيطرة الجيش السوري قبل أشهر على القرى القريبة من القاع في ريف حمص.
وفي السياق، قدم سفير بشار الأسد في لبنان علي عبدالكريم علي، للمرة الأولى، أمس وبطريقة رسمية، طلبا للبنان للتكامل مع النظام السوري، وحمل ما سماه “انتصارات الجيش السوري” لإقناع المسؤولين اللبنانيين، بذلك. وقال بعد لقائه وزير الخارجية والمغتربين بحكومة تصريف الأعمال عدنان منصور “تركز اللقاء على ضرورة التكامل بين الحكومتين والبلدين لمواجهة الأخطار الأمنية، التي بدأت تشكل قلقا خارج سورية مثل لبنان والدول المجاورة”.
وحول عمليات استيعاب اللاجئين، انتشرت على مشارف بلدة عرسال اللبنانية الجبلية، خيام بيضاء تحمل اسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. وعلى الرغم من أن هذا الموقع يمثل (في الواقع) مخيماً للاجئين، لكن مسؤولين يقولون إنه ينبغي تجنب وصفه بذلك.
ويؤوي الموقع العديد من اللاجئين الذين فروا من الحرب بسورية، وهو أول موقع تديره الأمم المتحدة رسميا لإيواء السوريين الفارين إلى لبنان. وعلى رغم أن المكان تمت تهيئته لاستيعاب أولئك المدنيين، إلا أن السلطات اللبنانية ترفض فكرة أنه موقع مستقر للإقامة لفترة طويلة.
وقال مدير مشروع “الاستجابة للحالة السورية” بوزارة الشؤون الاجتماعية مكرم ملاعب إن النظام اللبناني ذو طابع طائفي، ما يدفع إلى توخي الحذر عند تقييم جدوى تلك المخيمات، مشيرا إلى مخاطر أمنية بمأوى مسلحين بهذه المخيمات.
وخلال أعمال تهيئة المكان، انتقل اللاجئون السوريون لمبان تحت الإنشاء، أو منازل بعض الأقارب أو خيام ووحدات إيواء موقتة. ومؤخراً تمت تهيئة المكان بصورة جيدة، حيث أقيم على أرض ممهدة، كما أن خيامه موحدة في الشكل والمساحة. ويقول سكانه إنهم يحصلون على مياه شرب ووجبات مناسبة وكافة الخدمات الصحية. وأضاف ملاعب أن لبنان ما زال يتبع سياسة عدم إنشاء المخيمات لكن هذا استثناء.
بدورها، قالت ممثلة المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان نينيت كيلي إن المفوضية حددت الأراضي وخصصت الأموال اللازمة لبناء 17 موقعاً مماثلاً في لبنان.
12/01/2013 8:25 ص
مقتل وإصابة العشرات باشتباكات طائفية في طرابلس
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.alkhafji.news/2013/12/01/72073.html