ابعاد الخفجى-سياسة:أغلقت المتاجر والبنوك في تونس أبوابها أمس وألغيت كل الرحلات الجوية من تونس وإليها بعد يوم من مقتل السياسي التونسي المعارض محمد البراهمي (58 عاما) الذي فجر موجة احتجاجات في عدة مدن بالبلاد ضد الحكام الإسلاميين.
ووجهت المعارضة دعوات للاحتشاد في الشوارع لإسقاط الحكومة التي تقودها حركة النهضة ودعت إلى تشكيل حكومة إنقاذ وطني. واتهم وزير الداخلية التونسي لطفي بن جدو سلفيا “متطرفا” بالتورط في اغتيال البراهمي الذي قتل بالرصاص بالقرب من العاصمة التونسية أول من أمس واغتيال المعارض شكري بعيد قبل ستة أشهر. وقال بن جدو للصحفيين إن “العناصر الأولى للتحقيق تدل على تورط بوبكر حكيم وهو سلفي متطرف” في عملية الاغتيال.
وأضاف أن الرجل متورط كذلك في اغتيال شكري بلعيد الذي قتل بالرصاص في فبراير الماضي.
واكد أن “السلاح الذي استخدم لقتل محمد البراهمي هو نفسه الذي استخدم لقتل شكري بلعيد”.
واغتال مسلحون مجهولون البراهمي بالرصاص أمام منزله في تونس العاصمة أول من أمس مما أشعل احتجاجات عنيفة ضد الحكومة التي يقودها الإسلاميون في العاصمة ومناطق أخرى.
وخيمت مشاعر الحزن والصدمة على تونس بعد يوم من اغتيال البراهمي وهو ثاني حادث اغتيال سياسي خلال العام الحالي بعد مقتل شكري بلعيد في فبراير الماضي.
وقالت الخطوط الجوية التونسية “بعد الإعلان عن الإضراب العام تعلم الخطوط التونسية كل المسافرين أن كل الرحلات من وإلى تونس ألغيت”.
كان البراهمي ينتمي لحزب الحركة الشعبية القومي العربي العلماني الذي قتل زعيمه السابق شكري بلعيد بطريقة مماثلة في السادس من فبراير الماضي. وفجر اغتيال بلعيد أسوأ أعمال عنف في تونس منذ الإطاحة بالرئيس السابق زين العابدين بن علي في 2011.
وكان البراهمي من منتقدي الائتلاف الحاكم بزعامة حركة النهضة الإسلامية وعضوا بالمجلس الوطني التأسيسي المعني بوضع مسودة دستور جديد.
وقالت عائلة البراهمي إن جثمان الفقيد سيشيع اليوم وسيدفن قرب قبر شكري بلعيد.
من جانبه قال رئيس الوزراء علي العريض إن الدعوات إلى حل الحكومة والمجلس التأسيسي هي ضرب للمسار الديمقراطي الذي أوشك على الوصول لنقطة النهاية.
وتفجرت موجة احتجاجات عنيفة في تونس وعدة مدن أخرى مثل الكاف والقصرين وسيدي بوزيد وصفاقس. وأحرقت مقرات لحركة النهضة وأطلقت الشرطة قنابل الغاز لتفريق المحتجين الذين حاولوا اقتحام مقرات حكومية.
ونكست الأعلام في تونس وأعلن يوم أمس “حداد وطني” وصدرت كل الصحف باللون الأسود وبثت الإذاعات أغاني وطنية.
