ابعاد الخفجى-سياسة:رغم محاولات إيران المكثفة للدخول طرفاً في التحقيق مع مسؤول كتائب عبدالله عزام في لبنان ماجد الماجد قبل وفاته، إلا أن مصادر مطلعة أبلغ أن طهران لم تشارك في أي تحقيقات من هذا النوع، رغم تقدمها بطلب رسمي بهذا الخصوص. وأضافت المصادر “رغم ما أشيع من أن إيران طلبت المشاركة كذلك في تشريح جثمان الماجد، إلا أن ذلك لم يحدث، لأن هذه المسألة تحديداً تعدّ سيادية بالنسبة للبنانيين، ولا يسمحون لأي طرف بانتهاكها أو التدخل فيها”.
إلى ذلك، وقّع مدعي عام التمييز بالإنابة القاضي سمير حمود صباح أمس، قراراً بتسليم جثة الماجد إلى ذويه بواسطة السفارة السعوديّة في لبنان، كما أصدر أمراً إلى الأجهزة الأمنيّة المختصة لتنفيذ القرار. وبناء عليه، حضر محامي السفارة السعوديّة محمد علي التل، إلى مكتب النائب العام في قصر العدل في بيروت، وحصل على نسخة من القرار لتنفيذ مضمونه والتواصل مع الأجهزة الأمنيّة لإجراء ما يلزم.
ومع أن التوقعات كانت تشير إلى أن جثمان الماجد سيتم تسليمه إلى المملكة خلال اليومين الماضيين، إلا أن مصادر بررت التأخر في ذلك، لكون أن اللجنة الطبية المكلفة بإخضاع جثمان الماجد للتشريح مجددا لم تكن قد انتهت بعد من أعمالها. وأظهرت النتائج التي خلصت إليها لجنة من 3 أطباء شرعيين، كلفها المدعي العام التمييزي سمير حمود بتشريح الجثمان، تطابق ما تم التوصل إليه مع النتيجة التي خلص إليها تقرير الطب الشرعي الذي أمر به مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر.
وأكد السفير السعودي في بيروت علي عواض عسيري أن نتائج التشريح الأخير أثبت تطابقاً كاملاً مع تقرير الطبيب الشرعي الأول، وهو ما يعني أن وفاة الماجد كانت نتيجة تأثره بالأعراض الصحية التي كان يعاني منها قبل القبض عليه، ويدحض في الوقت نفسه أي شبهة جنائية لوفاته.
ومن المقرر، أن يكون جثمان ماجد الماجد قد وصل إلى المملكة العربية السعودية مساء أمس، إذ قال عسيري إنه سيتم شحن الجثمان في الطائرة المغادرة من بيروت في الساعة السابعة من مساء الأمس.
يشار إلى أن القضاء اللبناني سبق وأن أصدر حكماً غيابياً بحق الماجد والذي يحمل الرقم 69 على قائمة أصدرتها وزارة الداخلية السعودية في فبراير 2009، يقضي بسجنه مع الأشغال الشاقة، نظير انتمائه لإحدى الجماعات اللبنانية المسلحة.
ومن المعلوم، أن ماجد الماجد تلقى تدريبات مكثفة في كل من وزيرستان ولاحقاً في إيران التي سبق وأن آوت قيادات وعناصر تنظيم القاعدة بزعامة المصري سيف العدل، بعد فرارهم من أفغانستان إبان الحرب الأميركية.
