ندى محمد 

ابعاد الخفجى-سياسة:

يحط وفد من الائتلاف الوطني السوري خلال أيام، رحاله في العاصمة الأميركية واشنطن، للقيام وطبقاً لمصادر  بحملة “بناء ثقة”، لدى الجانب الأميركي، بهدف الوصول إلى ما تراه الأطراف المناهضة لنظام بشار الأسد “حلحلة” الموقف الغربي، وبالتالي رفع المنع عن تمويل الكتائب “المعتدلة” المقاتلة على الأرض بـ”أسلحةٍ نوعية”.
وتتعذر واشنطن بوجود من تصفهم بـ”المتشددين”، وتتخوف منهم، ووضعتهم ذريعةً لوقف تسليح الكتائب المقاتلة “المعتدلة” بسلاحٍ نوعي، لا سيما “المضاد للطائرات، والدروع”.
ويسعى وفد الائتلاف الوطني السوري من خلال زيارته لواشنطن، والتي تعتبر كمحطةٍ في إطار جولةٍ مكوكية بدأها في العاصمة الصينية بكين، أحد أهم داعمي نظام الأسد على أقل تقدير في تعطيل أي مقررات دولية تنبع من مجلس الأمن الدولي، بسلاح “الفيتو”، وانتهت بالعاصمة الرياض الأسبوع الفائت، إلى خلق إطار من الثقة، وبناء ما سماه المعارض السوري زياد أبو حمدان عضو الهيئة السياسية في الائتلاف الوطني السوري، دعامةً للدعم الغربي العسكري، في إشارةٍ إلى السعي للحصول على “سلاحٍ نوعي”، تستطيع من خلاله المعارضة كسر توازن القوى على الأرض، في مواجهة نظام الأسد، الذي جلب مقاتلين من الخارج لمناصرته.
أبو حمدان، ولأول مرة، اعترف صراحةً بوجود أسماء في الائتلاف السوري، يعتبرون “هاجساً” لواشنطن لانتماءاتهم الأيديولوجية، في إشارةٍ إلى اختراق المعارضة من بعض الأطراف التي تعتبر بالنسبة لواشنطن بمثابة “مُسبب” للقلق، كجماعة الإخوان المسلمين، ومن ينضوون في إطارها.
وفي هذا الصدد، قال الرجل “الإدارة الأميركية لا تثق في الائتلاف الوطني السوري ككل. هناك أناس داخل الائتلاف أجنداتهم إسلامية، كالإخوان المسلمين على سبيل المثال لا الحصر. وهناك مُنضوون أو مُتنكرون في هذا الإطار. هذا هو سبب تراخي الإدارة الأميركية الذي ألقى بظلاله على نوعية الدعم العسكري للمعارضة السورية”.
وعلى المستوى الأميركي الداخلي، قال المعارض السوري، إن عمل البيت الأبيض الذي يضع تركيزه على الناخب الأميركي فقط، غير مرتبط بوزارة الدفاع، ولا المخابرات الأميركية، وهنا خللٌ واضح طبقاً لأبو حمدان، في الخطاب الأميركي، الذي وصفه بـ”المُرتبك”.
وزاد في الشرح في هذا الجانب “الإدارة الأميركية خطابها مرتبك، جراء عملها على حدة، وتركيزها على الناخب الأميركي، فيما تغرد وزارة الدفاع الأميركية وجهاز الاستخبارات الـ”سي أي أيه” في سربٍ آخر. هنا مكمن الخلل في التعاطي الأميركي مع ملف الأزمة السورية، التي تسير في طريقها للازدياد من الناحية الإنسانية والإغاثية، والعسكرية على حدٍ سواء”.
وفي منطلقٍ آخر، شكا أبو حمدان مما وصفه بـ”قرصنة” منظمات الإغاثة الدولية، والتي قال عنها إنها تفرض الحصول على 60 بالمئة من الأموال المقدمة للشعب السوري كأموال إغاثية من الدول العربية وأصدقاء الشعب السوري، على شكل أعباءٍ إدارية ونحو ذلك.
وقال عن هذا الأمر “منظمات الإغاثة الدولية التابعة للأمم المتحدة مُتسلطة على أموال إغاثة الشعب السوري الممنوحة من أشقائنا العرب. مؤتمر المانحين في الكويت أخيراً حصد قرابة 2 مليار دولار، اشترطت تلك المنظمات الحصول على 60 % من هذا المبلغ، ولم يتبق للشعب السوري هذا إن وصلته تلك المبالغ إلا الفُتات. هذه قرصنة وتسلط بامتياز. هذه أموال عربية لشعبٍ عربي شقيقٍ جريح. للأسف تذهب أدراج الرياح”.
سياسياً، وتعزيزاً لموقف الحكومة السورية، طالعت أمس، وزارة الخارجية الروسية العالم، بتأكيدها أن ما سمته “الاتهامات” الموجهة للقوات الحكومية النظامية في سورية، بشأن حالات مفترضة لاستخدام المواد الكيماوية السامة “مازالت مفبركة”.