ندى محمد 

ابعاد الخفجى-سياسة:فشل النواب اللبنانيون للمرة التاسعة في الاجتماع من أجل انتخاب رئيس للجمهورية، إذ واصلت قوى فريق ٨ آذار اللعب بالاستحقاق الرئاسي، فعطلت مجددا النصاب القانوني بغطاء من مرشحها رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون، وبقرار من مرشدها “حزب الله”.وحدد رئيس المجلس النيابي نبيه بري ١٢ أغسطس المقبل موعدا لمحاولة جديدة، بعد أن حضر للمجلس النيابي 59 نائباً فقط.
وقالت عضو كتلة “القوات اللبنانية” النائب ستريدا جعجع في كلمة بمجلس النواب: “لقد مضى شهران تقريبا على الشغور الرئاسي وما زلنا ننتظر، والسبب هو أن هناك فريقا من النواب لا يحترم إرادة الشعب اللبناني الذي انتخبه، والدستور الذي بموجبه تم انتخابه، هذا الفريق الذي يعطل الاستحقاق الرئاسي وكأن المسألة ترتبط بحسابات سياسية خاصة وضيقة، ولا علاقة لها بالمصلحة الوطنية العليا ومصالح جميع اللبنانيين”.
أما في معراب فكان للمرشح الرئاسي لفريق “14 آذار” رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، موقفا مفاجئا إذ أعلن عن ميله “الشخصي” للذهاب إلى انتخابات نيابية في حال عدم انتخاب رئيس للجمهورية، معلنا عن أسفه “لوجود كتل نيابية تعمل على تمديد ولاية المجلس النيابي”.
وأشار في مؤتمر صحفي بعد إرجاء الجلسة النيابية لانتخاب رئيس، إلى أن “كل الطرح في 14 آذار هو كيفية الخروج من التعطيل الاستحقاق، وهناك طرح في ترشيح مرشح توافقي، وهناك طرح آخر بترشيح أي مرشح، والمشاورات مستمرة للخروج من السياسة التعطيلية”.
وعلى طريقة الإعلان عن الانشقاقات التي حصلت بالجيش السوري النظامي في بداية الثورة السورية، ظهر أمس العريف في الجيش اللبناني عاطف محمد سعد الدين في تسجيل فيديو أعلن فيه انشقاقه عن الجيش اللبناني بعد أن كانت معلومات ذكرت أنه تم اختطافه، وظهر خلفه علم “جبهة النصرة”، في وقت قالت فيه مصادر أمنية: “إن حادثة فرار سعد الدين يجب ألا تعطى أكثر من حجمها وهي تشكل حالة فرار عادية ولا حالات فرار أخرى”.
وأكّد مصدر أمني أنّه “بالنسبة للجيش، لا يزال سعد الدين عريفاً فارّاً” خرج من دون حصوله على مأذونية رسمية”، لافتاً إلى أنه “تم تعميم صورة الفار وأرقام أسلحته على كل الحواجز الأمنية، أي أمن عام وأمن دولة وتحرّي واستقصاء وأمن داخلي، وحتى الساعة لم يُعثر على أي أثر له”.
إلى ذلك، قتل حوالي 6 من عناصر حزب الله في جرود نحلة اللبنانية خلال الاشتباكات التي وقعت أمس حسب مصادر المعارضة السورية، فيما ترددت معلومات عن قيام 12 عنصرا في الجيش اللبناني بالفرار وانضمامهم إلى “النصرة”.
ولم يصدر أي بيان عن الجيش اللبناني الذي كان قد أجرى عمليات بحث وتفتيش واستطلاع لتعقب مطلوبين ومتسللين في الأماكن المشبوهة والمغاور. كما تمكن مقاتلو الدولة الإسلامية من قتل 3 عناصر من حزب الله اللبناني وسحب جثثهم خلال اشتباكات بالقرب من الحدود السورية ـ اللبنانية في القلمون.
وأكد مصدر أمني لـ”الوطن”، احتدام العمليات العسكرية في جرود عرسال خلال اليومين الماضيين بين قوات المعارضة السورية ومقاتلي حزب الله، مشيراً إلى أن المنطقة تعرضت خلال يوم أمس إلى قصف عنيف من مقاتلي الحزب بالراجمات والصواريخ.وقال المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه إن “حزب الله الذي خسرالعشرات من مقاتليه في المعارك التي شهدتها المنطقة المتاخمة للحدود السورية خلال الفترة الماضية استقدم تعزيزات بشرية وعسكرية كبيرة، كما تتردد معلومات عن مساعي الحزب لتوريط المنطقة التي تضم بين جنباتها أكثر من 100 ألف لاجئ سوري، لاسيما أن الحزب يهدف إلى تنفيذ مخطط مذهبي، مما ينذر بفتنة طائفية قد تشهدها المنطقة”.
ويرى الناشط السياسي في المنطقة أشرف مالك، أن حزب الله لم يقتنع بخسائره التي تكبدها خلال الفترة الماضية، مؤكداً أن مقاتلي المقاومة السورية قد عقدوا العزم على قتالهم وصدهم. وقال إنه “لا سبيل أمام الحزب الضال سوى سحب مقاتليه من المنطقة، والانسحاب من كافة الأراضي السورية قبل فوات الأوان، فالضغط الشعبي المتنامي من أهالي القتلى ينذر بثورة ضد القيادة التي باتت لا تأتمر إلا بالأوامر الإيرانية، التي تريد تنفيذ مخطط فارسي قديم للسيطرة على كافة دول المنطقة”.
في سياق آخر، تبرأت قيادات في مدينة طرابلس مما أقدم عليه مجهولون قاموا بإزالة الأعلام اللبنانية التي رفعها الجيش صباح أمس في ساحة النور وأعادوا مكانها الرايات السوداء التي ترمز إلى تنظيم القاعدة، وأشارت هيئة علماء المسلمين في المدينة، إلى أن سكان المدينة يرفضون هذه التصرفات التي لا تعبر عن وجهة نظر السكان.
من جهة ثانية، طالب رئيس كتلة المستقبل الرئيس فؤاد السنيورة خلال اعتصام تضامني مع أهل غزة أمام مقر الأمم المتحدة في بيروت بمشاركة نواب 14 آذار، المجتمع الدولي باحترام وتنفيذ القرارت الدولية التي أقرها، وقدم السنيورة والنواب إثر الاعتصام مذكرة إلى ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في بيروت “ديريك بلامبلي” رسالة احتجاج على العدوان الإسرائيلي ورسالة تضامن مع غزة والشعب الفلسطيني لنقلها إلى أمين عام الأمم المتحدة “بان كي مون”.