ابعاد الخفجى-سياسة:
أجبر الانفلات الأمني الذي تعيشه العاصمة اليمنية صنعاء، الرئيس عبدربه منصور هادي، على أداء صلاة عيد الأضحى المبارك في قاعة اجتماعات في مبنى دار الرئاسة، عوضاً عن أدائه في مسجد الصالح، كما كل عام، في مؤشر على قلق هادي من استهدافه من بعض خصومه أثناء أداء الصلاة، كما حدث مع سلفه علي عبدالله صالح في الثالث من يونيو 2011، وهو هجوم أدى إلى إصابة صالح بأضرار كبيرة، فيما قتل عدد من القادة، بينهم رئيس مجلس الشورى السابق عبدالعزيز عبدالغني.
وشارك هادي أداء صلاة العيد، الذي جاء أكثر الأعياد قلقاً وانقساماً في صفوف اليمنيين بعد دخول جماعة الحوثي العاصمة صنعاء والسيطرة عليها قبل أسبوعين، كل من رئيس مجلس النواب يحيى علي الراعي والقائم بأعمال رئيس مجلس الوزراء المهندس عبدالله محسن الأكوع ونائب رئيس الوزراء وزير الاتصالات وتقنية المعلومات الدكتور أحمد عبيد بن دغر وأمين عام المجلس المحلي لأمانة العاصمة أمين جمعان وعدد من كبار المسؤولين في الدولة والحكومة وأعضاء مجلسي النواب والشورى والقيادات العسكرية والأمنية والشخصيات الاجتماعية.
ودعا إمام وخطيب صلاة العيد القاضي أكرم أحمد الرقيحي، الأطراف السياسية إلى الالتزام باتفاق السلم والشراكة الموقع في الـ21 من سبتمبر الماضي لإنهاء الأزمة مع جماعة الحوثي.وأكد الرقيحي، في خطبة صلاة العيد التي أقيمت في مقر الرئاسة في صنعاء، أن اتفاق السلم والشراكة كان ضرورة ملحة والتوقيع عليه ذو أهمية قصوى يتطلبه واقع اليمن وما تقتضيه طبيعة المرحلة الراهنة من إيجاد توافق واتفاق للخروج من النزاع.
وطالب الرقيحي جميع الأطراف إلى الدخول في السلم وتوحيد جهودهم على كلمة واحدة لبناء اليمن، حاثا الأحزاب كافة على ضرورة تنفيذ ما تم الاتفاق عليه وعدم نقض العهود.
في غضون ذلك، نفت مصادر سياسية مقربة من الرئيس السابق علي صالح، ما تردد عن مغادرته اليمن بشكل غير معلن للإقامة في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، عقب تهديد قيادات حوثية، من أبرزها القائد الميداني للحوثيين أبوعلي الحاكم، بالانتقام منه جراء الحروب الست التي خاضها الجيش اليمني ضد جماعة الحوثي في صعدة خلال السنوات (2004 ـ 2010).وأكدت المصادر وجود ضغوط إقليمية ودولية لحثه على مغادرة اليمن بشكل موقت، لكنه يبدي تشبثاً بموقفه الرافض للانصياع لهذه الضغوط خلال الفترة الماضية.وأثار تمركز مجاميع مسلحة من الحوثيين بالقرب من محيط منزله الكائن بحي الكميم بصنعاء مخاوف لدى حراسته الخاصة التي سارعت إلى تحديد مهلة لهذه المجاميع لمغادرة المكان أو التعرض لنيران الحراسات الخاصة بالمنزل.