ابعاد الخفجى-اقتصاد:
استعرض مختصون في أنظمة الغذاء بجامعة الملك سعود 10 توصيات لتنظيم استثمارات السعوديين في سوق التمور، محذرين في الوقت ذاته من فائض في الإنتاج قد يفوق إحصاءات وزارة الزراعة.
وأكد المختصين في توصياتهم أمس في المؤتمر الثامن لجمعية العلوم الزراعية الذي نظمته الجمعية السعودية للعلوم الزراعية واختتم أعماله بجامعة الملك سعود بالرياض تحت عنوان “التكامل بين الاستثمار الزراعي الداخلي والخارجي لتحقيق الأمن الغذائي في المملكة” على أهمية إنتاج التمور في تحقيق الأمن الغذائي.
وشدّد المشرف على كرسي تقنيات وتصنيع التمور بجامعة الملك سعود الدكتور عبدالله الحمدان على أهمية النخيل والتمور في الأمن الغذائي، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن التمور سلعة استراتيجية ذات أهمية كبيرة في تحقيق الأمن الغذائي.
وقال الحمدان إن حجم الإنتاج العالمي من التمور بلغ 5.53 ملايين طن سنويا، مقدرا حجم إنتاج المملكة ب15 في المئة.
وأضاف “هناك حاجة لاستغلال الفائض من التمور في الصناعات التحويلية والمنتجات ذات القيمة المضافة، والاستفادة من الإنتاج الكبير من التمور في الجوانب التغذوية والأمن الغذائي”.
وتوقع الحمدان في ورقة عمل ألقاها أمس أن تفوق أعداد النخيل وإنتاج التمور في المملكة خلال السنوات المقبلة الإحصاءات المتوقعة لوزراة الزراعة، مرجعا الأسباب إلى التوسع الهائل جدا في زراعة النخيل، قائلا “لا بد من الاستفادة منها عبر قنوات تسويقية مدروسة”.
واستعرض 10 توصيات أكد من خلالها على ضرورة زراعة النخيل كونها ذات ميزة نسبية ملائمة في معظم مناطق المملكة، معتبرا التمور ومنتجات النخلة سلع إستراتيجية هامة في الأمن الغذائية، مؤكدا أهمية الاستفادة من الفائض المتوقع مستقبلا، وذلك لخلق المعادلة المناسبة بتدوير المياه المتجددة وتوفير المياه الجوفية، مع ضرورة إدخال التمور كعنصر رئيس في الاغاثات والمساعادات الحكومية والخيرية، وكذلك تطوير المنتجات لتصبح ذات قيمة غذائية عالية تتحمل مختلف ظروف الاستخدام في القطاعات العسكرية، مع ترشيد التوسع في زراعة النخيل ليناسب الحاجة المتوقعة لها، والاستفادة من المياه غير التقليدية في ري النخيل، وإدخال التمور في الخزن الاستراتيجي الغذائي في المملكة، إضافة إلى توجيه مزيد من الأبحاث والمشاريع لآلية الاستفادة من التمور كسلعة عالمية تساهم في الأمن الغذائي المحلي والإقليمي والدولي.
فيما استعرض أستاذ وقاية النبات في كلية علوم الأغذية والزراعة بجامعة الملك سعود الدكتور إبراهيم الشهوان العوامل البيئية للنخيل، لافتا إلى أنها تتمتع بقدرة على تحمل الجفاف والملوحة.
وأكد الشهوان على أهمية النخيل في حياة الشعوب التي تعيش في المناطق الجافة وشبه الجافة، مشيرا في الوقت ذاته إلى انتفاع الشعوب من تلك النخلة التي وفرت مادة غذائية، مبينا أن زراعة النخيل تساهم في الزراعة المستدامة وتحقق الأمن الغذائي لما تتمتع به من قيمة غذائية وفوائد صحية.
إلى ذلك قال أستاذ الهندسة الزراعية بجامعة الملك سعود الدكتور خالد عبدالواحد أن ثمرة النخيل هي الثمرة الأكثر أهمية واستهلاكا في المملكة، مستعرضا حجم الإنتاج المحلي من التمور، قائلا “يتراوح الإنتاج المحلي لحوالي مليون طن ينتجها ما يربو على 24 مليون نخلة”.