عامر المالكي 

أبعاد الخفجي – عامر المالكي:
تداول عبر وسائل التواصل الإجتماعي “واتس اب” مقطع فيديو للعم محسن بن علي المزيني الشمري -رحمه الله- ، الذي توفي يوم الجمعة الماضية 10-4-1436هـ أحد أقدم المؤذنين في الخفجي ، وهو في غيبوبة ويرقد على السرير الأبيض ويقوم برفع الاذان كاملاً ، والذي اعتاد أهالي حي الخالدية وتحديداً الساكنين بالقرب من مسجد أبو أيوب الأنصاري لسماع صوته لأكثر 20 عام ،حيث عاش قرابة نصف عمره في رفع الأذان واستمر فيها لأكثر من 33 عام بين المسجد الواقع خلف محطة القرني ومسجد ابو أيوب الانصاري.
«أبعاد الخفجي» من جهتها تواصلت مع أحد أبناء المرحوم محيسن المزيني والذي قال: أن والدي رحمه الله بدأ العمل كمؤذن منذ ثلاثة وثلاثون سنة تقريباً ، حيث بدأ في المسجد الصغير الواقع خلف محطة القرني لمدة عشرة سنوات ثم انتقل الى مسجد ابو ايوب الانصاري الواقع بحي الخالدية . حرص فيها على الحضور مبكراً للمسجد وعرف عنه المحافظة على الوقت والأمانة التي وكلت له ولله الحمد .
وأضاف المزيني أن حالة والدي الصحية تدهورت بعد اصابته بمرض السرطان في الكبد و قبل اربعة اشهر تقريباً طلب والدي اعافئه من العمل كمؤذن لعدم استطاعته الحضور و ارتباطه بمراجعات في عدد من المستشفيات وقد تم تعيين مؤذن اخر في المسجد بعده ، و خلال فترة وجوده في مستشفى الملك فهد التخصيصي بالدمام زادت ألام المرض واخبرنا الاطباء أن حالته ميؤوس منها طبياً ولذلك وحتى يخفف ألالم يتم اعطاءه علاج المروفين المخدر ، ولم يدم ذلك الامر طويلاً حتى فقد الوعي تماما واصيب بغيبوة.
وذكر المزيني أثناء اصابة الوالد بالغيبوبة نتناوب انا واخوتي في الجلوس عنده وكنا نسمعه باستمرار يردد الاذان كاملاً كما كان في المسجد كذلك يكبر للصلاة وكأنه يصلي ونسمع تمتمته بالاذكار ولكن لانفهم ما يقول وذلك من شدة تعلقه بالاذان والصلاة وذكر الله عز وجل ، علماً بأنه في غيبوبة تامة وقد احتفظنا بهذا المقطع حتى توفي وقمنا بنشره لكي يناله دعاء الناس له بالرحمة والمغفرة.
وقال المزيني أن هذا الامر لم يكن غريباً عليه رحمه الله حيث تكرر في السابق باحدى عمليات المنظار فترة اجراء الفحوصات وقبل تدهور حالته الصحية حيث قام برفع الاذان كاملاً وهو تحت تخدير البنج ، وقد استغرب الطاقم الطبي الذي اجرى له العملية ذلك ، واخبرونا بالعمل الذي كان يمارسه والدي في السابق.
وختم المزيني حديثه قائلاً: انه بعد أشهر من التعب والعناء و ملازمة المستشفيات توفي الوالد رحمه عن عمر يناهز التاسعة وسبعون عاماً حيث صلي عليه بعد صلاة العصر يوم الجمعة الماضية في جامع عبدالله بن مسعود بالخفجي ، نسأل الله له الرحمة والمغفرة وأن يجعل ما اصابه تكفيراً لسيئاته ورفعةً لدرجاته وأن يجمعنا به في جنات النعيم.