اعلنت مسئولة فى الأمم المتحدة أمس الأربعاء ان جنوب افريقيا ابلغت المنظمة الدولية بأنها ستسحب كتيبتها المشاركة فى بعثة الأمم المتحدة والإتحاد الافريقى لحفظ السلام فى اقليم دارفور بغرب السودان. وقالت المسئولة الأممية مشترطة عدم نشر اسمها ان “حكومة جنوب افريقيا قررت سحب جنودها من البعثة”.

وأضافت “سنرى كيف سنتمكن من سد الفراغ” الذى سيخلفه انسحاب جنود جنوب افريقيا البالغ عددهم 850 رجلا والذين سينهون مهامهم فى الاقليم السودانى فى 15 ابريل. ويأتى قرار جنوب افريقيا سحب جنودها فى الوقت الذى دفعت فيه المعارك الدائرة منذ خمسة اسابيع فى دارفور 85 الف مدنى إلى الفرار من ديارهم، فى حين تخشى الامم المتحدة ان يلحق بهم قريبا 50 الفا آخرين.

وبعد اشهر عدة من الهدوء النسبى اثر اعلان الخرطوم وقفا لاطلاق النار، تجددت فى 15 يناير المعارك بين القوات الحكومية والمتمردين حول منطقة جبال مرة التى تمتد فى ولايات شمال ووسط وجنوب دارفور. ومنذ عام 2003 يعانى اقليم دارفور من نزاع بعد ان انتفض مسلحون من قبائل غير عربية ضد حكومة الرئيس السودانى عمر البشير التى يتهمونها بتهميشهم اقتصاديا وسياسيا. وأصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحق البشير بتهم ارتكاب جرائم ابادة وجرائم حرب وجرائم ضد الانسانية فى نزاع دارفور. وتسبب النزاع فى دارفور وفق الامم المتحدة بمقتل اكثر من 300 الف شخص وفرار نحو 2,5 مليون آخرين.