aser 

أبعاد تقول:
زلزال بمقياس سلمان يهز أركان الفساد ويطيح بمافيا نهب المال العام، قرار تكسرت أمامه الصفات الإعتبارية، حزم لم يستثني أحد من المحاسبة، وعزم على تطهير الوطن من براثن المفسدين، فالله يمنع بالسلطان ما لايمنع بالقرآن و«أبعاد تقول»:

“لو إن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها” من هذا المرتكز النبوي الشريف # الملك_يحارب_الفساد ومن هذا المنطلق هبت هبوب الحزم والعزم لتقتلع نبتة الفساد والمفسدين الذين نهبوا المال العام وغلبوا مصالحهم الخاصة على مصلحة الوطن، وقفزوا على مقدراته مستغلين نفوذهم وسلطاتهم معتقدين أنهم في مأمن من طائلة المحاسبة، ولم يكن يدر في خلد أحدهم أن يأتي من يقول له من أين لك هذا؟ نحن في وقت ستتغير «النظريات والمسلمات الغير سليمة والغير منطقية» المختزلة في عقولنا، وسينقلب السؤال التقليدي الذي يوجه لبعض أثرياء الثراء الفاحش، وهو كيف بدأت من الصفر، بسؤال آخر مشابه مفاده كيف عُدت إلى الصفر؟

لقد قالها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في لقاء تلفزيوني سابق حينما قال “لن ينجوا أي شخص دخل في قضية فساد كائن من كان، سواء كان وزير أو أمير أو أياً كان، من تتوفر عليه الأدلة الكافية سوف يحاسب” عبارات قوية كان يعلم سموه أبعادها في وقت أن البعض توقع أن ذلك مما يندرج تحت التسويق الإعلامي ليس إلا.

واليوم نرى ونشاهد عملياً ما قاله سموه نظرياً في ذلك اللقاء، فأتت القرارات الأخيرة المتعلقة بملاحقة المتورطين في السطو على المال العام من منطلق تطبيق الدولة لنظامها الأساسي للحكم المستمد من منهج القرآن والسنة، وهنا نؤكد على أن الانطلاقة الحقيقية في مكافحة الفساد للتو بدأت حاملة معها رسائل من شانها أن تكفل للدولة هيبتها ونظامها وستعزز وترفع مستوى الحس الأمني والرادع الذاتي للجميع مسئول كان أو موظف بسيط.

إنطلاقة ستحمي المنظومة الأمنية بكافة تفاصيلها من التهديد والإغراء والاختراق وشراء الذمم وستحمي المال العام من التعدي عليه وستقضي على قضايا التلاعب والغش في المواصفات والمقاييس وستحمي المواطن والوطن من مافيا بائعو الضمير، وستصحح مسار المشاريع المتعثرة وستدفع بالجميع ليكونوا عيوناً رقيبة على كل من يحاول نهب خيرات الوطن لأنهم تيقنوا أنه هيهات هيهات ان يكون للفساد وزبانيته ورموزه مكان مادام في الوطن سلمان.