أكد الحكم السعودي العالمي المعتزل عبدالرحمن الزيد أن ساحة التحكيم في الملاعب السعودية لم تشهد خلال الأعوام الماضية بروز أسماء لامعة وسط تواضع قدرات ومخرجات اللجان الفرعية مما عطل بروز المواهب واستمرار هبوط المستوى بشكل عام، بسبب الشح باستثناء حكم أو اثنين وقال: “يتحمل مسيرو التحكيم في الاتحاد السعودي كامل المسؤولية، ونخشى من مغبة استمرار ضعف الإقبال لدى الطلاب وصغار السن على الالتحاق بدورات التحكيم لعدم وجود المحفزات، والمسؤول الأساسي عن إخفاق الحكم السعودي وقلة بروز أسماء جديدة في الساحة يعود بدرجة كبيرة لشروط الالتحاق القديمة، وأتوقع أنها شروط عفى عليه الزمن ولاتتناسب والتقدم الذي وصلت إليه اللعبة والرياضة ولا الثقافة التي أصبحت سائدة في المدرجات، لذلك لن يتطور التحكيم مالم تتغير هذه الشروط وتناط المهمة إلى جهة أكاديمية تتولاها بطريقة حديثة علمية وعملية”.

وأضاف: “على الرغم من أن هذه الشروط كانت سبباً في بروز عدد من الحكام ووصول عدد منهم إلى نهائيات كأس العالم، إلا أن الوضع تغير فقط وتم تعديل شرط العمر والآن بعد تغير معطيات كرة القدم وقلة المواهب التحكيمية، فإنه من المفروض أن تلغى دورات الحكام الجدد بنمطها القديم واستبدالها بأكاديميات الحكام التي يبدأ عملها في سن باكرة ويتخرج منها الحكم بعد ثلاثة أعوام على الأقل ويكون هناك اختبارات في اللياقة والقانون والعملي والصفات الشخصية والثقافية”.

واختتم الزيد حديثه بالقول: “الكليات والمعاهد الرياضية، المنتشرة في بلادنا تملك الإمكانيات والأدوات والطرق العلمية لتقديم حكام حقيقيين، بعد وضع شروط عملية لقبولهم ومن ثم الدروس العملية والميدانية، وإن وصل الأمر إلى إنشاء قسم خاص لحكام الألعاب الرياضية يستقبل الراغبين وينتقي المحققين لشروط القبول وبالتالي ظهور حكام مؤهلين في كل الألعاب الرياضية بعد تأهيلهم عملياً، والتحكيم ليس حفظاً للقانون وإنما التطبيق وهذا هو الأهم”.

من جهته أكد نائب رئيس لجنة الحكام الرئيسية سابقا إبراهيم العمر الدور غير الإيجابي لمعظم محللي البرامج التلفزيونية لحكام منافسات الدوري السعودي للمحترفين، وقال: “تحليلاتهم غير مقنعة ولاتسهم إطلاقا في معالجة جوانب القصور في أداء الحكام وأسباب الأخطاء وسبل تلافيها، وبدلا من تصيد الأخطاء يجب على المحلل الممارس للتحكيم ميدانياً أن يكون أكثر تدقيقا في متابعة حركة اللعبة، وسرعة اتخاذ القرار، والضغوطات المحيطة بالمباراة”.

وأضاف: “بات تواجد أغلبية محللي التحكيم عبر القنوات الفضائية للكسب المادي والظهور الإعلامي وإثارة الفتن والاحتقان بالشارع الرياضي، وتناقض متواصل في تحليل الحالات بشكل غريب، وبدلا من أن يكون ظهورهم لتقديم الفائدة المرجوة لتحسين التحكيم وتثقيف المشاهد، تحول لأن يكون وسيلة وأداة ضغط على التحكيم والحكام وعلى اللجنة، ولابد أن نشيد بما يقدمه المحلل القدير والحكم المعتزل عبدالرحمن الزيد من تحليل مميز يتماشى مع سياسة الاتحاد الدولي لكرة القدم “الفيفا” ونهيب بجميع الحكام خصوصا صغار السن والواعدين أن يستفيدوا من آراء وتحليلاته لإعطائهم مزيداً من الخبرة والاستفادة العملية والنظرية”.

الأندية السعودية تدفع الثمن

طالب المحلل ومقيم الحكام عبدالعزيز الملحم اللجنة بالاتحاد الآسيوي لكرة القدم ضرورة الاهتمام أكثر في مستوى تكاليف مباريات اعتباراً من الجولة الثانية من دوري الأبطال بعد الأخطاء المؤثرة التي وقعت في الجولة الأولى، وأثرت بشكل مباشر على نتيجة لقاء الهلال والعين ومباريات أخرى، والتي قادها العماني احمد الكاف وحرم الهلال من ركله جزاء صريحة قبل نهاية اللقاء بخمس دقائق، وقال: “هناك علامات استفهام كثيرة حول مستوى التحكيم باستثناء الحكام المرشحين للمشاركةً في مونديال2018، والتحكيم في آسيا مازال يعاني كثيرا وهذه الجولة تحديدا حدثت فيها أخطاء غير مقبولة وتصل للكوارث، فهل يعقل حكم ساحة يجهل التعديلات الجديدة بطرد حارسين من كل فريق في مباراة واحدة بسبب إعاقتهما آخر لاعب وهو في طريقة لتسجيل هدف محقق والقرار الصحيح حسب التعديل قبل عام ونصف إنذار وليس طرداً لأن الهدف من القرار عدم تطبيق العقوبة الثلاثية “طرد وركلة جزاء وإيقاف المباراة المقبلة” والاكتفاء بركلة الجزاء وإنذار فقط، وحكم مساعد في لقاء آخر يعلن عن تسلل من ركلة مرمى، وفي المباراة الهلال والعين الحكم إغفال ركلة جزاء سليمة 100% للهلال”.

وأضاف: “رئيس لجنة الحكام الانجليزي مارك كلانتبرغ غني عن التعريف، وكان هناك تفاؤل بعد اختياره رئيس للجنة بأن يطور التحكيم السعودي ويصل به لأفضل المستويات وبدايته كانت جيدة من خلال اختيار عدد معين لقيادة دوري المحترفين والتركيز عليهم في مباريات الدوري وكان التحكيم يسير بشكل جيد في جولاته الأولى قبل أن يأتي القرار المجحف لحكامنا بالاستعانة بالحكام الأجانب بعدد مفتوح على حساب الاتحاد السعودي، وانأ لست ضد الحكام الأجانب ولكن يجب أن يكون حضورهم حسب الحاجة وعلى حساب الأندية حتى لا نذبح حكامنا بإنزالهم إلى درجات أدنى”.

واستطرد قائلا: “بكل تأكيد غيابهم عن المشهد المحلي يؤثر عليهم بشكل مباشر في المشاركات الخارجية وبذلك نخسر حكامنا محليا وخارجيا، ووجهة نظري الشخصية كان الأجدر من كلانتبرغ أن يقف مع الحكام المحليين ويشترط على الأقل تقاسمهم للمباريات مع الحكام الأجانب ولا يكون سلبياً بالاكتفاء بالفرجة ومع التواجد بهذا العدد الكثيف من الصعوبة أن تقيم عمله في نهاية الموسم”.

وانتقد الملحم مشاركة الانجليزي في تحكيم المباريات وهو رئيس للجنة وهذا يتعارض مع دوره كحكم وعمله كمسؤول عن تطوير التحكيم وقال: “من سلبيات مارك تشتيت ذهن فهد المرداسي وتركي الخضير بإسناد أعمال إدارية لهم تتمثل بتكاليف دوري الدرجة الأولى والثانية والفئات السنية قبل أن يقدما اعتذارهما، والمفروض تركيزهما على التحكيم ولا يقبلان بالمهمة من الأساس واعتذارهما تعتبر بادرة طيبة منهما، وبالنسبة لتهديد “الفيفا” بعودة المرداسي للتحكيم على مستوى الدوري السعودي فهو أسعدني كثيرا لأنه ومساعديه عبدالله الشلوي ومحمد العبكري بحاجة للتحكيم حتى لا يفقدوا حساسية المباراة ونتمنى أن تسند لهم أقوى المباريات والفأل لحكامنا الآخرين بالعودة مجددا للتحكيم في الدوري المحلي وان شاء الله يَصْل خطاب مماثل من لجنة حكام آسيا بضرورة تكليف حكامنا محليا لتجهيزهم قبل مشاركتهم آسيويا، وللعلم مهما تعمل من خطط وبرامج تأهيلية لا يطور الحكم إلا الميدان في منافسات قويةً والواجب من هيئة الرياضة والاتحاد السعودي والشارع الرياضي دعمهم”.

واختتم الملحم حديثه: ” كلاتنبرج يتجاهل بشكل تام اللجان الفرعية ولم يعرها أي اهتمام ولم يكلف نفسه بزيارتها لتفقد أحوالها ولم يقدم لهم عملا ملموسا، بالنسبة للتحكيم المحلي في المواسم الأخيرة فأداؤه جيد والأخطاء التحكيمية طبيعية جدا وتحدث في كل دوريات العالم بدليل ما شاهدناه من أخطاء تحكيمية فادحة من خيرة حكام العالم في الدوري السعودي وللأسف الشديد ردة الفعل على أخطاء الحكم الأجنبي تختلف عن المحلي، لأن البعض يصف أخطاء الأجانب بالتقديرية ويلتمسون لهم العذر، أما المحلي فتدخل في النيات ويوجهوًن لهم سياط النقد التي تصل للانتقام، وقد قرأت كثيرين ينتقدون طريقة اختيار الحكام الأجانب ويطالبون بحسن الاختيار، – ولم يطالبوا بعودة الحكم المحلي”.