عاش العراقيون أول من أمس يوماً تاريخياً، بإعلان اتحاد بلادهم لكرة القدم موافقة الاتحاد الدولي «الفيفا» على رفع الحظر الجزئي عن إقامة المباريات الدولية في ملاعب محافظات البصرة وكربلاء وأربيل، وعبرت الأوساط الرياضية والشعبية والسياسية عن فرحتها الغامرة بهذا القرار، ودشن ناشطون عبر موقع التواصل الاجتماعي «الفيس بوك»، «هاشتاق» يشيدون بجهود المملكة وبالملك سلمان وقدوم المنتخب السعودي ولعبه في البصرة ونجاح مباراته مع شقيقه منتخب «أسود الرافدين».

وقال بيان مقتضب صدر عن الاتحاد العراقي: «الاتحاد الدولي قرر رفع الحظر على إقامة المباريات الدولية، وإحالة الملف إلى الاتحاد الآسيوي للموافقة عليه، و20 دولة من أصل 25 كانت حاضرة في اجتماع «الفيفا» وافقت على رفع الحظر، فيما رفضت خمس دول بينها بنغلاديش».

ونجح العراق في تنظيم مباريات دولية ودية بينها مباراة «الأساطير» بمشاركة نجوم عالميين، فيما كانت مباراة المنتخب السعودي والعراقي نهاية فبراير الماضي على ملعب البصرة الدولي البوابة الرئيسية لرفع الحظر عن الملاعب الرياضية.

وكان الاتحاد الدولي فرض الحظر الأخير على الملاعب العراقية عام 2013 بسبب سوء التنظيم، وتردي الوضع الأمني في البلاد بعد اجتياح تنظيم «داعش» لمدن عراقية عدة.

وخلال الأشهر الماضية رفع «الفيفا» الحظر جزئيًا عن الملاعب العراقية، وسمح بإقامة مباريات دولية ودية في عدد من الملاعب الرياضية، ويملك العراق ستة ملاعب دولية مطابقة لمواصفات الاتحاد الدولي.

وأكد الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، رفع الحظر رسمياً عن إقامة المباريات على ملاعب البصرة وكربلاء وأربيل.

وقال المستشار الإعلامي لرئيس الاتحاد الآسيوي، نضال البحران: «الحظر رفع رسمياً عن ملاعب البصرة وكربلاء وأربيل وقرار موافقة الاتحاد الآسيوي هو روتيني كإشعار رسمي بالخبر.. ودور رئيس الاتحاد الآسيوي الشيخ سلمان بن إبراهيم، كان قوياً إذ بذل جهوداً مضنية من أجل إدراج موضوع رفع الحظر عن الملاعب العراقية على جدول اجتماع «الفيفا» الجمعة، والاتحاد الآسيوي سيواصل دعمه للكرة العراقية».

وكان رئيس الاتحاد الدولي جياني انفانتينو، قد أعلن خلال جلسة «الفيفا»، عن رفع الحظر عن ملاعب البصرة وكربلاء وأربيل، وقال: «الاتحاد الآسيوي سيعلن رسمياً قرار رفع الحظر عن الملاعب العراقية.

وهنأ رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي، الشعب العراقي والجمهور الرياضي برفع الحظر الدولي عن الملاعب العراقية وقال العبادي، والذي تلقى اتصالاً هاتفياً من قبل الملك سلمان بعد نجاح مباراة العراق والسعودية «نهنيء الشعب العراقي والجمهور الرياضي برفع الحظر الدولي عن الملاعب العراقية، وهذا جاء نتيجة للاستقرار الأمني وللنجاحات التي يحققها العراق في جميع الميادين وجهود المخلصين، وندعو إلى الاستمرار باستكمال جميع الاجراءات حتى يتم رفع الحظر بشكل كلي».

وبارك وزير الشباب والرياضة عبدالحسين عبطان ما تحقق بعد موافقة «الفيفا» رفع الحظر المفروض على الملاعب العراقية بصورة تامة في الاجتماع الذي عقد في العاصمة الكولومبية بوكوتا.

وقدم عبطان تهانيه الكبيرة بهذا النصر الرياضي الى الجماهير الرياضية بصورة عامة وإلى كل من أسهم بدعم هذا الملف الذي بذلت فيه جهود استثنائية كبيرة وقال: «ما تحقق من رفع الحظر عن الملاعب العراقية كان ثمرة لكل تلك الجهود مجتمعة.. إننا في الوقت الذي نبارك ونشارك شعبنا وأسرتنا الرياضية فرحة قرار رفع الحظر الذي تحقق بعمل وجهد مدروس، فإننا نقدم شكرنا الى دولة رئيس الوزراء ومجلس الوزراء والحكومة الاتحادية والاجهزة الساندة للجهود بجهود مشتركة من وزارة الشباب والرياضة واللجنة الأولمبية الوطنية واتحاد كرة القدم ومجالس المحافظات وقيادات العمليات لقواتنا الأمنية يؤطرها جهد خلاق للكلمة الصادقة والإعلام المهني الذي شق طريقه إلى العالمية وأثر فيه ئيما تأثير».

وأضاف: «كما لا يسعنا إلا أن نستذكر أصحاب الفضل الأول في زرع الأمن والأمان بربوعنا شهداء العراق الأبطال من جميع المسميات الذين لولا تضحياتهم الجسام لما تحقق الملف الأصعب وهو عودة الأمن واقتناع الجهات الدولية بجلاء الإرهاب، والى جماهيرنا الرياضية الوفية التي كانت اللاعب الأول في رسم لوحة نادرة عنوانها الكرم والشجاعة والاقدام والغيرة على بناء البلد والحفاظ على مكتسباته التي تجلت بأبهى صورها في تعاون وثيق وتلاحم صميمي نحو الهدف الأسمى».

واختتم وزير الشباب والرياضة تصريحه بالقول: «يتواصل طريق الدعم ليجسد لنا عمق الروابط الأخوية بوقوف الاشقاء في الدول العربية الشقيقة والدول الصديقة بكامل ثقلهم نحو دعم العراق وجماهيره ورياضييه يحدوهم الاتحاد الاسيوي الذي كلل المساعي بنجاح باهر لا يسعنا ازاءه الا ان نعاهد جميع الاخوة والاصدقاء ومن وقف معنا بان نكون عند حسن الظن دائماً مع استمرار جهود التطور والرقي بإضافة الملاعب والمنشآت الرياضية الجديدة مزهوة بأجمل حلة مع تشريفها وتشرفها بالضيوف في ملاعبنا وبلدنا، ونحمد الله على ما تحقق وندعو جماهيرنا ومؤسساتنا الرياضية والمحلية أن تستمر في عكس صورة مشرفة تليق بعمقنا الحضاري واسم العراق الحبيب».

وهنأ النائب العراقي خالد الأسدي الجماهير الرياضية على قرار رفع الحظر الدولي عن الملاعب العراقية وقال: «القرار جاء نتيجة للأوضاع الأمنية المستقرة في العراق بعد انتهاء صفحات القتال مع التنظيمات الإرهابية وتطهير المدن والأراضي العراقية من دنسها وكذلك لجهود القيادات الرياضية المخلصة في العراق ودعم الدول الشقيقة والصديقة للعراق في هذا المجال».

فيما ضجت مواقع التواصل الاجتماعي ومن بينها موقع «الفيس بوك» الأكثر استخداماً لدى العراقيين، بمنشورات تعبر عن فرحتهم بهذه المناسبة والتي انتظرتها الجماهير الرياضية منذ عقود طويلة، فيما دشن ناشطون عبر تلك المواقع بهاشتاكات «شكراً للمملكة العربية السعودية، شكرا لـ»الأخضر السعودي»، شكرا للملك سلمان، على دعمهم للكرة العراقية.