التقى المستشار بالديوان الملكي عضو هيئة كبار العلماء الشيخ د. سعد بن ناصر الشثري، بقضاة ديوان المظالم أمس، في القاعة الكبرى بالمقر الرئيس لديوان المظالم بحي الرائد. ويأتي ذلك ضمن استراتيجية ديوان المظالم فيما يتعلق بنشر المعرفة العلمية المتخصصة لمنتسبيه، وتطبيقاً لقرار مجلس القضاء الإداري.

فيما رحب رئيس ديوان المظالم رئيس مجلس القضاء الإداري الشيخ د. خالد بن محمد اليوسف، بالشيخ الشثري، وثمن مشاركته برامج تعزيز الأمن الفكري لمنتسبي ديوان المظالم والتي أطلقت هذه السنة وحظيت بتشريف المفتي العام للمملكة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ بتدشينها. وأضاف الشيخ اليوسف: أننا نسعد اليوم بحضور الشيخ الشثري، ومشاركته لنا في هذا الملتقى العملي بعنوان “الأنماط الفكرية في العلمية القضائية” إذ تأتي أهمية هذا الموضوع حسب التداعيات التي تحيط بالعلمية الفكرية بشكل أجمع في المجتمعات الإسلامية، والتي ركزت الشريعة الإسلامية بالمحافظة عليها عبر ضرورياتها الخمس ومنها المحافظة على العقل، وتتأكد هذه الأنماط في العلمية القضائية، وأن يكون يكون سياجاً علمياً رصيناً للعلمية القضائية من المدخلات غير السليمة؛ كونها هي منتهى الأحكام وإليها يرجع المتخاصمون بعد الله عز وجل في فض منازعاتهم القضائية. بعدها ألقى الشيخ الشثري محاضرةً علمية تحدث من خلالها عن الأنماط الفكرية في العلمية القضائية، وقال: إن الموضوع الذي نتحدث عنه هو مبني على أصل، وذلك أنه ما من عمل إلا ويكون مبنيا على فكرة، وهذه الأفكار متى ما كانت صحيحة مؤصلة، يكون ما بُني عليها في الغالب صحيحاً. فالعمل القضائي كغيره من الأعمال يتأثر بالأفكار الموجودة عند القاضي، مضيفاً أنه عند النظر في النصوص الشرعية نجدها تأكد على أمرين: أولها أن تحصيل أمور الدنيا متعلق بتحقيق أمور الشريعة، وثانيها أن وجود الظلم من أسباب فوات الدنيا والآخرة. لذا فعلى القاضي أن يتحقق من هذين الأمرين قبل أن يلج في السلك القضائي.