يستأنف سوق الأسهم السعودية «تداول» عمله هذا اليوم الأربعاء 20 يونيو 2018، بعد توقف دام عدة أيام في إجازة رسمية بمناسبة عيد الفطر المبارك، وسط تطلعات لمواصلة نجاحاته التي شهدها خلال هذا العام والمؤيدة ببرامج التحول الاقتصادي المتوسطة والبعيدة المدى التي باشرتها المملكة بهدف تحفيز الاقتصاد الوطني إضافة إلى سلسلة الإصلاحات والتحديث للأنظمة من قبل هيئة سوق المال بهدف توفير المناخ الملائم للاستثمار في السوق، وزيادة الثقة به، وأكد عدد من الاقتصاديين تطلعهم لعودة قوية تعكس مدى قوة الاقتصاد الوطني وتعزز جاذبية الاستثمارفي المملكة.

وقال الدكتور توفيق بن عبدالعزيز السويلم مدير دار الخليج للبحوث والاستشارات الاقتصادية لـ»الرياض» ننتظر عودة السوق السعودي الذي يعد سوقاً متميزاً على المستوى العالمي بعد التوقف القصير خلال أيام الإجازة وسط تطلعات من الجميع لتحقيق مزيد من النجاحات خلال الفترة السابقة من هذا العام يكفي دلالة عليها تسجيله مكاسب بنحو 14 % ما يعادل نحو 1044 نقطة، ولكننا في نفس الوقت نتوقع أن تشهد الفترة الصيفية بين العيدين نوعاً من الهدوء والثبات نتيجة للدورة الصيفية الهادئة والمعتادة في هذا التوقيت من كل عام، وتجمع التوقعات لدى غالبية المحللين الاقتصاديين على أن الفترة ما بعد الحج ونهاية عيد الأضحى هي الفترة التي ستشهد مختلف الأسواق خلالها تحركاً بسرعة ستكون خلال هذا العام بوتيرة أقوى نتيجة للعديد من القرارات والمستجدات الرامية لتحفيز الدورة الاقتصادية في المملكة، وينطبق ذلك أيضا على عدد من دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي التي باشرت تطبيق عدد من الإصلاحات والتشريعات الاقتصادية الجديدة.

بدوره قال المحلل المالي حسين بن حمد الرقيب إن التطلعات الإيجابية لعودة السوق بعد هذه الإجازة القصيرة تتزامن وحدث مهم هو انتظار قرار مورجان ستانلي حول إمكانية إدراج سوق المملكة في مؤشر

«إم إس سي آي» وهو المرجح بشكل قوي نتيجة لحجم السوق السعودي وموقعه إضافة إلى حزمة الإصلاحات الكبيرة التي تم تنفيذها ليكون السوق مواكبا لغيره من الأسواق العالمية، ومن المتوقع في حالة حدوث ذلك أن يكون الإدارج الفعلي على مرحلتين في مايو 2019 وسبتمبر 2019 أو على أربع مراحل تستمر إلى 2020، وهو سيحقق للسوق تدفقات أجنبية تصل إلى نحو 35 مليار دولار، إضافة إلى المتوقع من الاستثمارات الأجنبية مع الاكتتاب العام المرتقب لشركة أرامكو السعودية وهو ضخم بكل تأكيد، ومن المهم جداً خلال المرحلة القادمة النظر بجدية لخفض مقررات الربحية والتي تبلغ حاليا 20 مرة لتتراجع إلى 15 مرة كما هو معمول به في مؤشر «إم إس سي آي».

كما بين الرقيب أن الفترة الصيفية قد تشهد هدوئها المعتاد ولكن الإجماع متوفر لدى غالبية الأوساط الاقتصادية أن فترة ما بعد عيد الأضحى ونهاية موسم العطلات ستشهد تسارعا كبيراً في أداء السوق وغيره من القطاعات الاقتصادية المختلفة في المملكة.

وأشار المحلل المالي إلى أن افتتاح السوق قبيل موعد نهاية إجازة البنوك والمصارف بعدة أيام لن يكون مؤثراً بشكل سلبي على أدائه في ظل توفر التقنيات اللازمة والقادرة على تلبية جميع متطلبات المستثمرين والمتداولين في السوق.

يذكر أن سوق الأسهم السعودية «تداول» كان قد أنهى آخر جلساته قبل إجازة عيد الفطر يوم الثلاثاء الموافق لـ 12 يونيو 2018 عند 8270 نقطة، ومنذ بداية العام الجاري حتى نهاية شهر رمضان، سجل السوق مكاسب بنحو 14 % ما يعادل نحو 1044 نقطة وشهدت الفترة الماضية من هذا العام عدة أحداث مهمة بالنسبة للسوق من أهمها إعلان فوتسي راسل عن ضم السوق السعودي لمؤشر الأسواق الناشئة الثانوية، كما باشرت السوق العديد من إجراءات الإصلاح والتنظيم من برزها الحوكمة، والشفافية والمحاسبة، والوضوح، وتحديث أنظمة تسويات السوق، وتسهيل القيود المفروضة على تملك الأجانب للأسهم السعودي.