نظم مجلس الغرف السعودية بالتعاون مع الهيئة العامة للاستثمار، والوكالة الوطنية لتطوير الاستثمار بالجزائر بمقر المجلس أمس برنامج “اليوم الإعلامي حول فرص الاستثمار في القطاعات الاقتصادية بالجزائر”، وذلك بحضور وكيل المحافظ لتطوير البيئة الاستثمارية بالهيئة العامة للاستثمار د. عايض العتيبي، ومدير عام الوكالة الوطنية لتطوير الاستثمار الجزائر عبدالكريم منصوري، ونائب رئيس مجلس الغرف السعودية منير بن محمد ناصر بن سعد، وممثلي مؤسسات وهيئات حكومية وشركات وأصحاب أعمال من الجانبين.

وفي مستهل اللقاء أعرب نائب رئيس مجلس الغرف السعودية منير بن محمد ناصر بن سعد في كلمته عن أمنياته بأن يحقق هذا اليوم تطلعات وأهداف الجانبين السعودي والجزائري، فضلا عن إسهامه في تشجيع العلاقات الاقتصادية بين البلدين والاستفادة من الروابط المشتركة، مؤكداً أن هذا اللقاء يأتي امتدادا للعمل المشترك في إطار تعزيز العلاقات التجارية والاستثمارية بين المملكة والجزائر، والرغبة في استمرار هذه العلاقات وتوطيدها بما يخدم مصلحة البلدين، وتتجلى هذه الرغبة من خلال توجهات القيادتين الرشيدتين، مبيناً أن من أبرز تلك التوجهات إنشاء اللجنة السعودية الجزائرية المشتركة، التي كان من أهم توصياتها عقد هذا اللقاء للتعريف بالفرص الاستثمارية في جمهورية الجزائر.

وأفاد أن حجم التبادل التجاري بين البلدين بلغ العام 2016م نحو 2.19 مليار ريال، مقارنة بـ360 مليون ريال في العام 2006م، وتمثل صادرات المملكة للجزائر بنحو 2.1 مليار ريال، ونحو 36 مليون ريال هي واردات المملكة من الجزائر.

عقب ذلك ألقى رئيس الوكالة الوطنية لتطوير الاستثمار في الجزائر عبدالكريم منصوري كلمة قدم خلالها شكره وتقديره لكل من شارك في تنظيم هذا اللقاء، مبيناً أن هذا اليوم يأتي تكريساً لتجسيد التوصيات المنبثقة عن اللقاء الذي جرى على هامش الدورة الـ13 للجنة السعودية الجزائرية المشتركة المنعقدة في الرياض، التي تنم عن إرادة ورغبة من الجانبين على تعزيز التعاون الاقتصادي من خلال بحث الاستثمارات المنتجة.

وأوضح أن الوضع الاقتصادي الراهن المميز بشموليته ترتب عنه منافسة قوية بين الدول التي أصبحت تسعى إلى جلب الاستثمار المباشر من أجل ضمان توفير الثروات، مبيناً أن الجزائر تبنت نهجاً لجلب الاستثمارات في جميع الميادين وعلى شتى المستويات المؤسساتية والتنظيمية، مقدمة العديد من المزايا لما تتمتع بها من وفرة في الموارد الطبيعية والبشرية مما يجعلها من أكبر الأسواق في العالم وأكثرها وعوداً.

من جهته أوضح وكيل المحافظ لتطوير البيئة الاستثمارية بالهيئة العامة للاستثمار د. عايض العتيبي أن انعقاد هذا الملتقى يأتي في إطار التعاون والتنسيق المشترك بين الجهات المعنية في المملكة والجزائر، حيث تتركز أولويات هذا التعاون على تشجيع إقامة المشروعات الاستثمارية المشتركة، من خلال إبراز الفرص والمجالات الاستثمارية بين البلدين، إضافة إلى تعزيز التعاون التجاري والاستثماري، وتكثيف الزيارات المتبادلة بين الجانبين، وإقامة المعارض، والملتقيات، وورش العمل المختلفة التي تجمع المستثمرين السعوديين مع نظرائهم الجزائريين، وتوفير الأطر التنظيمية اللازمة وإيجاد الآليات المناسبة لتسهيل إجراءات الاستثمار والعمل على إزالة المعوقات والتحديات التي تواجهها.

وتداخل سفير الجمهورية الجزائرية الديموقراطية الشعبية لدى المملكة أحمد عبد الصدوق خلال اللقاء، مبدياً حبه وحب شعب الجزائر كافة للمملكة العربية السعودية، مضيفا “كيف لا نحب بلدا يوجد فيها الحرمان الشريفان ونحب أيضا ملوكها وشعبها”، مقدماً شكره لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- لمواقفه مع الجزائر في جميع الأصعدة.

بعد ذلك، ألقى رئيس الجانب الجزائري بمجلس الأعمال السعودي الجزائري المشترك عدول عزالدين كلمة بين فيها أن مثل هذه اللقاءات تدخل في إطار تجسيد اللجنة المشتركة الجزائرية السعودية ومجلس الأعمال المشترك لخدمة مصالح البلدين الشقيقين وتحقق تبادل المنافع بصورة متوازنة، معرباً عن طموحه في أن يتم تكثيف المبادلات الاقتصادية والتجارية بين البلدين، وأن تكون هناك مشروعات استثمارية مشتركة.

ثم ألقى رئيس الجانب السعودي بمجلس الأعمال السعودي الجزائري المشترك رائد بن أحمد المزروعي كلمة رحب خلالها بالحضور، متناولاً الاستثمارات في المملكة ببعض الدول العربية، مفيداً أن الجزائر لديها الكثير من الثروات المعدنية والحيوانية، والفرص فيها كثيرة مما يسهم في خلق فرص عمل بين الشباب.

عقب ذلك، تناول اللقاء فرص الاستثمار في القطاعات الجزائرية الخمسة المتمثلة في الزراعة، والصناعة، والطاقة، والبيئة والطاقة المتجددة، والسياحة، كما تم الحديث عن فرص الشراكة في الشركات العامة، ورؤية المملكة 2030 والمجالات الاستثمارية المرتبطة بها.