تعكف عدة مشروعات تحويل النفط الخام إلى كيميائيات وأبرزها مشروع شركتي أرامكو و”سابك” والتي يجري بناؤها أو التخطيط لها في المملكة وآسيا على إعادة تشكيل صناعة البتروكيماويات العالمية في السنوات المقبلة في وقت تستهدف هذه المشروعات إنشاء مصافي لإنتاج المواد الكيميائية القصوى بدلا من وقود النقل التقليدي. كما تستهدف رفع إنتاج البتروكيماويات من المصافي إلى طاقات غير مسبوقة وذلك نظراً لطاقات معالجة المصافي العالية والتي تمثل أعلى بنحو عشرة أضعاف من مصانع البتروكيماويات الحالية على المستوى العالمي.

كما تنتج مجمعات تحويل النفط إلى كيميائيات على ما لا يقل عن ضعف كمية المواد الكيميائية لكل برميل من النفط مقارنة مع مجمع تكرير متكامل متطور للبتروكيماويات. وفي إطار هيكل الصناعة التقليدي، توفر المصافي النافثا لمصنع بتروكيماويات لعملية التكسير البخاري لإنتاج المواد الكيميائية. في وقت يبلغ المتوسط العالمي الحالي للتحويل إلى المواد الكيميائية حوالي 8-10% لكل برميل من النفط. قي حين يمكن لمجمع متكامل للغاية مثل مجمعي “بترورابغ” أو صدارة أن يحققا تحويل يتراوح من 17 إلى 20 % إلى مواد كيميائية لكل مجمع. فيما تنتج جميع مشروعات تحويل النفط الخام إلى كيميائيات التي أعلن عنها ما لا يقل عن 40 % من المواد الكيميائية لكل برميل من النفط وهي بمثابة قفزة نوعية من مجمع متكامل من أحدث طراز.

وفي المملكة قامت شركة “أرامكو السعودية وشركة “سابك” بتأسيس مشروع مشترك لتطوير مجمع تحويل كيميائي عالمي في ينبع حيث من المقرر الانتهاء منه بحلول العام 2025. وتتضمن خطط المجمع تحويل 400.000 برميل في اليوم (أو 20 مليون طن في السنة) من النفط الخام الخفيف لإنتاج تسعة ملايين طن من البتروكيميائيات وهو ما يعني تحويل 45 % للمواد الكيميائية لكل برميل من النفط.

وتعكف شركة “كي بي آر الرائدة عالميًا في مجال إدارة المشروعات وتقديم الخدمات المهنية والهندسية في قطاع البتروكيميائيات، على إدارة المشروع، وتنفيذ الأعمال الهندسية والتصميمية الأولية ووضع اللمسات النهائية بخصوص نطاق المشروع، واختيار مزودي التقنية، وتحديث الجوانب الاقتصادية، وتنفيذ الأعمال الهندسية والتصاميم الأولية.

في حين تعكف شركة أرامكو السعودية للتقنيات المملوكة بالكامل لأرامكو السعودية لاستخدام تقنيتها المبتكرة لتحويل النفط الخام إلى كيميائيات بالتكسير الحراري في تحالف تكنولوجي لتعزيز هذه التقنية مع شركتين أمريكيتين كل من “شيفرون لوميناس غلوبال” والتي توفر تقنيات المعالجة الهيدروجينية، وشركة “سي بي آند آي” بتقنيتها الخاصة بتكسير الإيثيلين حيث من المخطط اتحاد التقنيات الثلاث لتمثل جميعها أساساً قوياً للتطوير المشترك في قطاع الكيميائيات من خلال تطبيق هذه التقنية الفريدة المبتكرة لتحويل النفط الخام إلى كيميائيات.

إضافة إلى استخدام تكنولوجيات اقتران الميثان المؤكسد لزيادة إنتاج المشروع من الأوليفينات الخفيفة. وحينما يبدأ تشغيل هذه المشروعات اعتمادا على التكوين النهائي لمشروعات أرامكو فإنها ستزيد بشكل كبير من قدرة الأوليفينات الخفيفة والمركبات العطرية على حد سواء. ويلزم تقييم التأثير على كل سلسلة قيمة كيميائية عندما تكون التكوينات النهائية معروفة.

وتستهدف تقنية أرامكو في المشروع تحويل 70-80 % لكل برميل من النفط إلى مواد كيميائية. وفي حال إتمام بناء المجمع استنادًا إلى هذه التقنية المستقبلية التي تبدأ من 20 مليون طن من النفط الخام، فسوف ينتج 14–16 مليون طن من المواد الكيميائية سنويًا، مع أخذ حصة كبيرة من النمو السنوي في الطلب على المواد الكيميائية.

وفي حال اعتماد مشروع تحويل النفط الخام إلى كيميائيات على هذه التقنية المتطورة يمكن أن ينتج مواد كيميائية أكثر من جميع وحدات التكسير البخارية للإيثان الثمانية المتمركزة في الولايات المتحدة والتي تبلغ طاقتها الإنتاجية 11 مليون طن من الإيثيلين سنوياً.

وتدفع مشروعات أرامكو تحويل النفط الخام لكيميائيات أهداف الشركة لتحسين أصولها النفطية في وقت من المتوقع أن ينمو الطلب العالمي على المواد الكيميائية للسنوات العشر إلى العشرين المقبلة بأكثر من 4 % مدفوعًا بالنمو السكاني وهو أعلى من معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي العالمي الذي يبلغ 3 % سنويًا. في حين من ناحية نمو الطلب على وقود النقل فمن المتوقع أن ينمو بنسبة أعلى بقليل من 1 % سنوياً خلال الفترة نفسها، ويتم الحفاظ عليه من خلال كفاءة أفضل للوقود واستبداله بسيارات وقود غير أحفوري. في حين تحفز أسعار النفط المنخفضة نسبيا أرامكو لبدء مشروعاتها الواعدة لتحويل النفط الخام لكيميائيات وللتعمق في المواد الكيميائية التي توفر قيمة أعلى ونموا أكبر في الطلب من وقود النقل.