كشفت مصادر نفطية تجارية آسيوية عن إبحار ناقلة نفط عملاقة تحمل أول شحنة من النفط الخام من المملكة إلى ماليزيا لمشروع مشترك بين شركة “أرامكو” السعودية وشركة النفط والغاز الوطنية الماليزية “بتروناس” ومن المقرر وصولها بحلول نهاية سبتمبر الجاري.

وتحمل ناقلة النفط الخام العملاقة “نافارين” مليون برميل من الخام السعودي العربي المتوسط وفي طريقها لمشروع التطوير المتكامل للتكرير والبتروكيميائيات “رابيد” المملوك مناصفة بين “أرامكو” و”بتروناس” الذي يشكل جزءًا مهمًا من مجمع “بنغرانغ” المتكامل في ولاية جوهور، جنوب ماليزيا وبحجم استثمارات تقدر بقيمة 27 مليار دولار، ويقع المجمع بين مضيق ملقا وبحر الصين الجنوبي، وقنوات النفط والغاز من الشرق الأوسط للصين واليابان وكوريا الجنوبية.

وسيضم مجمع “رابد” مصفاة تكرير بطاقة 300 ألف برميل يومياً ووحدات بتروكيماوية بسعة 7.7 مليون طن سنوياً، ومن المقرر أن تبدأ عمليات التكرير في العام 2019، مع متابعة إنتاج البتروكيميائيات خلال ستة إلى 12 شهراً، وتشمل المنتجات النفطية المكررة البنزين، والديزل المطابقة لمواصفات الوقود يورو-5، في وقت من المقرر أن توفر المصفاة اللقيم المطلوب لمجمع البتروكيميائيات، حيث تم إنجاز أغلب الأعمال الميكانيكية للمصفاة ووحدة التكسير والمرافق البتروكيميائية ومن المخطط بدء تشغيل المصفاة في الربع الأول من العام 2019م.

وتشمل المرافق المرتبطة بالمشروع مصنع توليد طاقة توازي 220.1 ميجاوات، ومحطة نقل الغاز الطبيعي بقدرة 3.5 ملايين طن متري سنويًا، ومحطة المياه العميقة، ووحدة فصل الهواء، وإمدادات المياه الخام، وتتولى شركة فلور، في مشروع مشترك مع شركة تكنيب، تنفيذ أعمال الهندسة والمشتريات وإدارة الإنشاءات والمرافق المرتبطة بالموقع. وتضمن شراكة “أرامكو” التزامها بتوريد نحو 50 % من احتياجات المصفاة من لقيم النفط الخام، مع إمكانية رفع هذه النسبة إلى 70 %، في حين تلتزم “بتروناس” وشركاتها المنتسبة بتوفير الغاز الطبيعي والكهرباء والمنافع الأخرى للمصفاة، فضلاً عن مشاركة الحليفان في حقوق بيع وشراء منتجات المشروعين بحصص متساوية.

وتعتزم شركة “بتروناس” بناء مصانع للبولي إيثيلين المنخفض الكثافة الخطي بطاقة 350 ألف طن متري سنوياً، والبولي إيثيلين منخفض الكثافة/إيثيلين فينيل اسيتات بطاقة 150 ألف طن متري سنوياً في مجمعها المتكامل للتكرير والبتروكيميائيات في ولاية جوهور الجنوبية بحلول منتصف 2019.

ويحقق هذا المشروع الضخم المدمج للتكرير والبتروكيميائيات جزءاً من خطط التحول الإستراتيجي لشركة “أرامكو” لزيادة طاقاتها التكريرية الحالية البالغة في حدود خمسة ملايين برميل يومياً لتصل طاقتنا التكريرية المملوكة والمشتركة بحلول العام 2030 إلى ما بين 8 إلى 10 ملايين برميل يومياً، فضلاً عن زيادة طاقتها الإنتاجية للكيميائيات من 12 مليون طن متري في السنة حالياً، إلى 34 مليون طن متري في السنة خلال نفس الفترة. كما يمهد هذا المشروع لأرامكو أرضاً خصبة لتحالفات جديدة مع “بتروناس” وتحالفات أخرى في منطقة جنوب شرق آسيا التي تتوغل فيها الشركة مدعمة بوفورات هائلة لتوريد الزيت الخام وأعمال التكرير والمعالجة والتسويق.

وتعتبر “بتروناس” شركة نفط وغاز ماليزية مملوكة بالكامل لحكومة ماليزيا وتعمل في مجموعة واسعة من الأنشطة البترولية بما في ذلك التنقيب والإنتاج من النفط والغاز إلى التكرير النفطي، وتسويق وتوزيع المنتجات البترولية وتجارة ومعالجة الغاز وتسييله، وعمليات شبكة خط أنابيب نقل الغاز، وتسويق الغاز الطبيعي المسال، وصناعة البتروكيميائيات والتسويق والشحن، وهندسة السيارات والاستثمار العقاري.

وكانت شركة “أرامكو” السعودية وشركة النفط الوطنية الماليزية “بتروناس” قد اتفقتا مؤخراً على تأسيس هوية مؤسساتية لمشروعاتهما المشتركة في مجمع “بينغرانغ” المتكامل للتكرير والبتروكيميائيات والذي يضم شركة “بينغرانغ” للتكرير، وشركة “بينغرانغ” للبتروكيميائيات، ليشار إليهما مجتمعتين باسم “بريفكيم”.