دعا إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ د. عبدالله البعيجان إلى مجاهدة النفس والتخلص من الأحقاد، فالنفس الأمّارة بالسوء ظلومة وجهولة، تصاب بالعجب والكبرياء والحسد والرياء، والغضب والحرص والطمع والشح والبخل والخوف والجشع وغير ذلك من الأمراض، فتزكيتها إفراغها وتطهيرها من تلك الأعراض.

وقال في خطبة الجمعة أمس من المسجد النبوي بالمدينة المنورة: تزكية النفس بالتحلي بمكارم الأخلاق والسلوك الحسن والآداب الشرعية كالمحبة والإخلاص والصبر والصدق والتواضع والخوف والرجاء والكرم والسخاء والتوبة والاستغفار وتذكر الموت والفناء والإعراض عن الدنيا والإقبال على الله تعالى. وأضاف د. البعيجان: إن سبيل التخلص من شرور النفس هو تزكيتها ورعايتها ومعاهدتها، وقد أقسم الله في كتابه أحد عشر قسماً متتالية على فلاح من زكاها، وخيبة من دساها فقال سبحانه: «وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا»، مشيرًا إلى أن تزكية النفوس لا تتأتى إلا بمقام الإحسان: «أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك»، لا تتأتى إلا بمخالفة الهوى وملازمة التقوى، لا تتأتى إلا بمخالفة النفس الأمّارة بالسوء، وترك ملذاتها وشهواتها، فمن وُفق لقمعها نال المنى ونفسه بنى، ومن أرخى لها العنان ألقت به إلى سبل الهلاك والردى.

وقال: الجهاد ذروة سنام الإسلام، وفريضة من أعظم فرائضه، وأعظم الجهاد مجاهدة النفس، فألجموها عن ملذاتها وافطموها عن شهواتها ففي قمعها عن رغبتها عزها، وفي تمكينها مما تشتهي ذلها وهوانها، فعداوة النفس مثل عداوة الشيطان، وإن الله قد حذركم طاعتها في القرآن، قال تعالى: «وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى». وأضاف إمام وخطيب المسجد النبوي: تزكية النفس بمخالفة الهوى وعدم تلبية رغباتها وفطامها عن شهواتها وملذاتها والإنكار عليها ومعاتبتها، «قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّى * وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى».