ابعاد الخفجى-سياسة:
تنتظر دمشق، غدا، وصول فريقٍ أُممي تصفه الحكومة السورية بـ”النزيه”، للتفتيش عن استخدام المعارضة السورية للسلاح الكيماوي في خان العسل بحلب شرقي البلاد، في مارس الماضي، طبقاً للرواية الرسمية السورية، والتي اتهمت صراحةً مقاتلي المعارضة باللجوء للسلاح المحظور دولياً خلال المعارك الدائرة.
وتواجه المعارضة السورية في ذات الوقت، الرواية الرسمية واتهام دمشق لها باللجوء للسلاح الكيماوي، بأدلة تعتبرها قاطعة ومسنودة بتحليلاتٍ مخبرية أجريت في عددٍ من العواصم، حول استخدام قوات النظام للسلاح الكيماوي في عدة مناطق.
وأبلغ عضوٌ بارز في الهيئة السياسية للائتلاف الوطني السوري، خشية المعارضة من قيام جهاز المخابرات السوري، بإخفاء أدلةٍ تثبت استخدام النظام للسلاح الكيماوي، بما في ذلك شهود عيان، أو بعض من تعرضوا للهجوم بالكيماوي، ومن بين تلك الأدلة طبقاً للمعارض السوري، جثث من لقوا حتفهم بالسلاح الكيماوي من قبل النظام، وهو ما يُثبت قطعاً لجوء النظام إلى أنواع عدة من السلاح المحرم دولياً حسب معاهدات جنيف الدولية.
وقال “نحن فعلاً نخشى قيام جهاز المخابرات السوري بطمس عددٍ من الأدلة والإثباتات، من الممكن أن تلجأ المخابرات إلى إخفاء الشهود، أو من تعرضوا لذلك السلاح، أو من الممكن أن تخفي المخابرات جثثاً لقتلى ذهبوا ضحية سلاح الأسد الكيماوي”.
وتُعول المعارضة السورية على دخول فريق التفتيش الدولي، حتى وإن لم يتمكن من الحصول على أدلة، لكن للحصول على شهادة الشهود، والتي ربما تكون عاملاً مساعداً لتثبيت ما كانت أطراف المعارضة قد اشتكت منه للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون مسبقاً، من أن النظام قد لجأ عملياً للسلاح الكيماوي في مواجهة شعبه.
ويقول المعارض السوري “الأمم المتحدة لو لم نرسل نحن في المعارضة أدلةً دامغةً على لجوء الأسد وقواته للسلاح الكيماوي في عدة مناطق، لما تحركت فعلياً وفكرت في مناقشة دمشق برغبتها في القيام بمهمة تفتيش وبحثٍ عن أدلة، وضعنا بين يدي كي مون قبل أشهر أدلةً واضحة تثبت تورط النظام باستخدام السلاح المحرم دولياً، وهذا هو منطلق توجه الأمم المتحدة للدخول إلى سورية”.
سياسياً، قالت موسكو إن واشنطن، تعمد إلى قلب الحقائق “رأساً على عقب”، من حيث استعداد النظام السوري للمشاركة في أعمال المؤتمر المزمع عقده “جنيف 2″، في إطار الشد والجذب الذي يشوب علاقة البلدين، جراء دعم النظام السوري من قبل روسيا من جانب، وعميل المخابرات الأميركية إدوارد سنودن، الذي تستضيفه موسكو بعد أن منحته اللجوء السياسي، في أعقاب تسريب معلومات استخباراتية أميركية.
ويجد المعارض السوري، أن موسكو بدأت بمواجهة الحقيقة، أي حقيقة خسارة النظام عسكرياً في مواجهة مقاتلي الجيش الحر، الذين باتوا أخيراً يحققون تقدماً كبيراً على عدة جبهاتٍ قتالية. ويضيف “الروس يشعرون بخسارة حليفهم الأبرز في هذا التوقيت، أخذوا على عاتقهم المراوغة في ورقة التفاوض، جميعنا يذكر عندما كان النظام يمسك بزمام الأمور عسكرياً كانت موسكو الأكثر نشاطاً من حيث المناداة بضرورة اللجوء لجنيف 2، أما الآن وما إن خسر النظام معركته جزئياً، حتى شعر الروس بأنهم قد يخسرون عملية التفاوض فيما لو عقد مؤتمر جنيف 2”.