ابعاد الخفجى-سياسة:تهكم مسؤولون أميركيون على خطاب وزير الخارجية السوري وليد المعلم، الذي ألقاه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، وحاول فيه المقارنة بين الأحداث التي تشهدها سورية، وهجمات 11 سبتمبر 2001. ووصفت المتحدثة باسم البعثة الأميركية بالمنظمة إيرين بيلتون كلمات المعلم بأنها “مخادعة مثلما هي مسيئة”. وقالت “حديث المعلم ليس له أي مصداقية. فالنظام السوري هو الذي يمارس الإرهاب، وليس ضحية له، فقد قصف المدارس والمستشفيات، واستخدم الأسلحة الكيماوية لضرب شعبه، وكل هذا يظهر أنه تبنى نفس التكتيكات الإرهابية التي يحاول أن يعزوها للمعارضة”، في إشارة إلى أن الإرهاب صناعة أسدية.
بدوره قال المحلل السياسي ديفيد كريمر “، إن النظام السوري يسعى لاستمالة عواطف الأميركيين، محذرا من أن هذا الأسلوب يرمي إلى زيادة المعارضة الشعبية داخل الولايات المتحدة لتوجيه ضربة عسكرية ضد نظامه. وأضاف “نظام الأسد يحاول عزف لحن نشاز على أوتار مشروخة، وكأنه يريد مخاطبة الأميركيين وتحريضهم على معارضة خطط حكومتهم الرامية لإخضاعهم للقانون الدولي، وهو بذلك يتجاهل أن مراكز صنع القرار الأميركية كافة تدرك تماما أن هذا النظام فقد شعبيته وشرعيته، وأصبح سقوطه مسألة وقت ليس إلا. وإن كانت هناك وجهات نظر متباينة فهي حول كيفية إسقاطه”. وأبدى كريمر دهشته من استمرار وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في التحدث باسم النظام السوري طيلة الفترة الماضية، وقال “ما يثير استغرابنا هو أن الوزير الروسي دأب خلال الفترة الماضية على التحدث باسم الأسد، حتى في حضور نظيره المعلم فإن لافروف هو الذي يحدد مواقف الأسد وتوجهاته، وكأنه أصبح وزيرا لخارجية روسيا وسورية في نفس الوقت”.
من جانبه يقول نائب المبعوث المشترك السابق للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية لسورية جان ماري غينو، إن النظام السوري استفاد من اتفاق نزع الأسلحة الكيماوية وتدميرها، الذي توصلت إليه الولايات المتحدة وروسيا أوائل الشهر الماضي. وأبدى تخوفه من استخدام حكومة الأسد للاتفاق كوسيلة للمماطلة. ودعا المجتمع الدولي للاتفاق على ممارسة الضغوط على نظام الأسد وإلزامه بالإيفاء بتعهداته، مع مراعاة أن الحل الدبلوماسي برعاية الدول دائمة العضوية بمجلس الأمن هو المسار الوحيد الجدير بالثقة للسلام. وأضاف “المساعي الجارية لعقد مؤتمر جنيف للتفاوض بين الحكومة والمعارضة، لن تفضي إلا إلى إطالة أمد الحرب وزيادة حصيلة القتلى. ولا بد للدول الكبرى من أن تضطلع بدورها، وتتفق على طريقة وقف الحرب التي تهدد بالتمدد لدول الجوار، وتهديد المصالح الحيوية للعالم أجمع”.
وعلى صعيد مؤتمر جنيف، ردت المعارضة السورية على تصريحات لافروف التي أشار فيها إلى أن نظام الأسد “قد يتفاوض مع المعارضين المعتدلين” بالقول، إن الأسد ليس مخولا بتحديد من يتفاوض معه، وليس له حق التمييز بين المعتدلين والمتشددين. وقال مسؤول إدارة الإعلام المركزي بالجيش الحر فهد المصري، إن أي حوار يحب أن يكون مبنيا على شرطين أساسيين، هما رحيل الأسد ورجال نظامه، ومحاكمتهم أمام القضاء. وأضاف “نقول ونؤكد أنه لا يمكن أن ينجح أي حوار أو حل سياسي لإنهاء الأزمة بسورية لا يتضمن رحيل الأسد والعصابة المحيطة به، وأيضا محاكمتهم أمام القضاء. ودون هذين الشرطين، سيكون أي مشروع حوار منقوصا وفاشلا والشارع السوري سيرفضه”.
10/03/2013 8:21 ص
واشنطن: الإرهاب صناعة أسدية
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.alkhafji.news/2013/10/03/58963.html