لا زالت حكومة قطر تراوح مكانها ولم تتقدم أي خطوة إلى الأمام لتنفيذ المطالبات التي قدمتها الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، والتي أكدت أكثر من مرة أنها لن تتراجع للوراء ولن تسمح لأي كائن كان أن يثنيها عن مطالبها المشروعة لتجفيف منابع الإرهاب العالمي والذي شكل خطراً محدقاً على العالم أجمع ودول الجوار بشكل خاص.

لا شك أن أزمة قطر تكمن في رعايتها للإرهابيين منذ أكثر من 20 عاماً، وتعد ممولاً كبيراً للإرهاب على أعلى المستويات.

الكل وقف صفاً واحداً مع الدول الداعية لمكافحة الإرهاب كون ما يقومون به يعتبر السياسة والمسار الوحيد لحل الأزمة، وفق تدابير سيادية ممنوحة لها من قبل القانون الدولي، ولا يشك عاقل بأن قطر ستفرض عليها عقوبات دولية واسعة ومتابعة دقيقة لضمان ألا تعود بصورة رسمية أو غير رسمية لرعاية الإرهاب.

تفاقم الأزمة يأتي في ظل انعدام الثقة بسبب تعنت الدوحة ونكثها لجميع تعهداتها، ومحاولتها زعزعة استقرار الكثير من الدول العربية بل أنفقت الملايين لإضعاف الدول وتغذية ما يسمى بـ”الربيع العربي” الذي تكفلت فيه من الألف وحتى الياء.

الدلائل أكدت تدخل حكومة قطر في تغليب القوى المتطرفة في سورية، والسعي لهلاك شعبها الأعزل، دون أي مصلحة تذكر لهذه الدولة النامية التي تشهد مراهقة سياسية لا مثيل لها.

يقول المعارض القطري خالد الهيل في تغريدة عبر حسابه في “تويتر”: إن النظام القطري يصرف ملايين الدولارات من أجل الترويج لصورة الأمير تميم، لافتاً إلى أن هذه المبالغ الكبيرة من شأنها الإفراج عن الكثير من الغارمين القطريين.

وكتب الهيل أيضاً: “صرف نظام قطر حتى الآن ما يعادل 285 مليون دولار، للترويج لصورة الأمير تميم، التي يشخبط عليها الشبيحة يومياً، هذا المبلغ يفرج عن 30٪ من غارمين قطر”.

كل هذه الأمور تؤكد: أن كشف الحساب الذي تقوم به المملكة ضد حكومة تميم سبب ربكة كبيرة ورعباً لا مثيل له لدى المسترزقين في الحكومة التي تحاول التشبث في أي قشة يعتقدون أنها بجوارهم، وبالتالي لا يضيرهم اللعب على وتر المظلومية أمام الشعب القطري الذي عانى كثيراً في وقت سابق، ومن المتوقع أن يكون موقفه حاسماً وحازماً في وجه كل من يحاول العبث في منشآت الدولة وأمنها وعلاقاتها الدولية ومصالحها في جميع دول العالم.

الجميع في الخليج انتظر فور إعلان القرار الحاسم والتاريخي الشجاع ضد قطر أن ترضخ وتنفذ البنود بحذافيرها، وأن تغلب لغة العقل وتحفظ حق شعبها وترتدع عن تمويل الإرهاب، لكنها واصلت المكابرة والتمويل وتوطيد العلاقات مع إيران الدولة الأولى دعماً للإرهاب لتصبح في غمضة عين أمامها في سباق الأسواء في الإنسانية وقتل الأبرياء العزل في العالم أجمع، وبالتالي قرب شعبها من قطيعة طويلة إن استمرت ستجلب الويل والدمار والمعاناة لشعب كان ينشد السلام والأمن والأمان فقط.

باختصار إن استمرت هذه المراهقة من حكومة قطر فإن كشف الحساب سيفضح التعاملات المشبوهة التي تسير عليها، ولن يغض الطرف عن أي فساد تم قريباً كان أم بعيداً، والحزم والضرب بيد من حديد سيكون سلاح الدول الداعية لمكافحة الإرهاب وعلى رأسها المملكة والبحرين والإمارات ومصر، وهذه الدول الأربع أخذت عهداً قاطعاً على نفسها بأن تتصدى للإرهاب حتى نهاية آخر نبع له.