أعربت منظمة هيومن رايتس ووتش أمس عن قلقها لمقتل عشرات المدنيين خلال عمليات قصف مدفعي، نفذه الحوثيون على أحياء في مدينة تعز، تسيطر عليها قوات حكومة الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي.

وقالت المنظمة: إن المتمردين الحوثيين المتحالفين مع القوات الموالية للمخلوع علي عبدالله صالح شنت هجمات مدفعية متكررة وعشوائية على أحياء سكنية في تعز، ثالث أكبر مدينة في اليمن، في انتهاك لقوانين الحرب، خلال فترة عشرة أيام في مايو، مشيرة إلى وفاة 30 مدنياً على الأقل، وجرح أكثر من 160 آخرين، وفق أطباء في مستشفيين محليين في المدينة الواقعة بجنوب غرب اليمن.

وأضافت ووتش أن سبع هجمات بين 21 و23 مايو تسببت في مقتل 12 مدنياً على الأقل، بينهم أربعة أطفال، وإصابة 29 آخرين، بينهم عشرة أطفال.

من جانبهم، استنكر ناشطون يمنيون تبني منسق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة جيمي ماكغولدريك سياسة الانقلابيين الحوثيين وحليفهم صالح عبر إصدار تصريحات وتقارير بناء على ما تتضمنه التوجهات السياسية للانقلابيين مناقضاً دوره كمنسق للشؤون الإنسانية ومبتعداً عن مهمته في العمل الإنساني المحايد وتقديم المساعدات الإغاثية.

ويتهم ناشطون يمنيون منسق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة بالصمت إزاء استمرار المجازر التي يرتكبها الحوثي والمخلوع صالح بحق السكان المدنيين في تعز والبيضاء ومريس الضالع وغيرها من المناطق والمحافظات اليمنية، وإغفاله للجرائم المرتبكة بحق الأطفال والنساء وأخطرها القصف المتعمد على الأحياء السكنية في مدينة تعز، والقنص الذي يستهدف المدنيين، وخروقات الانقلابيين المتواصلة لإعاقة وصول المساعدات الإنسانية للشعب اليمني بما فيها نهب ومصادرة قاطرات محملة بأدوية خاصة بمكافحة وباء الكوليرا، الأمر الذي دفع بالحكومة اليمنية إلى اتهامه بالانحياز إلى جماعة الحوثيين وقوات المخلوع صالح وإصدار بيانات مسيسة وغير مهنية.

وقال مستشار محافظ محافظة تعز المحاصرة وعضو لجنة الإغاثية نبيل جامل لـ”الرياض”: إن منسق الشؤون الإنسانية في اليمن جيمي ماكغولدريك يتعامل بمعايير مزدوجة مع ملف اليمن وبالأخص حصار مدينة تعز، حيث زار المدينة مرتين خلال العامين 2016 و 2017، وقام بزيارة مستشفى الثورة العام وشاهد بأم عينيه آثار الدمار الذي أصاب المستشفى من قصف آلة الحرب للانقلابيين، والتقى مرتين متتاليتين قيادة السلطة المحلية وسمع ما تعانيه مدينة تعز من حصار وصل إلى حد منع دخول شاحنات المياه ومنع دخول الدواء والمشتقات النفطية، ومع ذلك لم يصدر عنه إدانة صريحة للانقلابيين ولم تجد تعز تفاعلاً على الصعيد العملي.

وأضاف أن منسق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة سمع من السلطة المحلية في تعز أن التحالف العربي وخاصة المملكة العربية السعودية قد قامت بأكثر من عملية إنزال جوي لشحنات من المساعدات الدوائية.

ودعا الناشط اليمني مازن عقلان الحكومة الشرعية للوقوف بحزم عند ممارسات منسق الشؤون الإنسانية وتقييم أدائه والضغط على تغييره ومكاشفة الرأي العام المحلي والخارجي والمانحيين الدوليين بمدى تجاوزاته وتنسيقه مع الانقلابيين وانحيازه للمليشيات الانقلابية، مطالباً دول مجلس التعاون الخليجي ومركز الملك سلمان للإغاثة بإيجاد آليات جديدة لإيصال المساعدات الإنسانية والإغاثية للشعب اليمني.

وكشف السفير اليمني لدى الأمم المتحدة خالد اليماني عن طلب تقدمت به الحكومة اليمنية للأمين العام للأمم المتحدة لتغيير جيمي ماكغولدريك، عقب تقارير تتحدث عن انحيازه للانقلابيين وتبرير الأعمال الإجرامية التي يقومون بها.

من جهتها، نظمت رابطة أمهات المختطفين في اليمن وقفة احتجاجية ضد قيام مليشيات الحوثي والمخلوع صالح بالإعداد لمحاكمة أبنائهن بشكل سري.

وأدان بيان للرابطة تمادي الحوثيين تجاه قضية المختطفين، فهم لم يكتفوا بإخفاء أبنائهن وحرمان أهاليهم من زيارتهم، ومنع الطعام والشراب.