بلغت مفاوضات شركة «سابك» مع شركة كلارينت السويسرية للصناعات الكيميائية منحنى قويا وفي طريقها لإتمام التحالف السعودي السويسري الأول من نوعه في تاريخ «سابك» حيث يترقب المستثمرون في سويسرا حديثة العهد بصناعة البتركيميائيات إتمام الصفقة في شهر سبتمبر القادم بحجم استثمار مشترك يقدر بمليار ريال في وقت تعاني الشركة السويسرية من اضطرابات العام 2017.

ودخلت «سابك» في هذا التحالف بنسبة 25 % على أمل فتح منافذ تسويقية جديدة في أوروبا في وقت تأثرت الشركة السويسرية بمصروفات شملت دفع مبلغ لبنك غولدمان ساكس للدفاع عنها ضد المستثمر النشط شركة وايت تيل.

وأتت التطورات حينما باع مستثمرون نشطون حصتهم التي كانت تبلغ 25 % إلى سابك في يناير بعد شهرين من تقديم كلارينت المتعثرة عرضا للاندماج مع هانتسمان التي تتخذ من الولايات المتحدة مقرا.

ويحاول الرئيس التنفيذي لشركة كلارينت السويسرية للصناعات الكيميائية هاريولف كوتمان مناقشة يوسف البنيان الرئيس التنفيذي لسابك لبحث منهجية الشراكة ومستقبلها من حيث تنظيم إدارة الشركة وهيكلتها وآلية عملها وتطوير منتجاتها وحصص التسويق، في وقت أبرمت الاتفاقية بعدم فرض قيود على سابك وقوتها كأكبر شركة كيميائيات في العالم للسيطرة على كلارينت.

وقال كوتمان خلال مؤتمر صحفي «زميلي يوسف البنيان رئيس تنفيذي متمرس ويتمتع بثقة ومصداقية على مستوى العالم. وأوضح عدة مرات أن سابك ليس لديها أي نية للاستحواذ على كلارينت. سيكون هذا حسبما افترض جزءا من العقد».

وتنظر سابك للبت في عشر دعاوى قضائية تتصل بحصتها في كلارينت في حين من المخطط إعلان تطورات جوهرية خلال خمسة أشهر.

وتراجع سهم كلارينت 1 %، يضاف إلى انخفاض بنحو 15 % منذ أواخر يناير عندما قالت سابك إنها أصبحت أكبر مساهم في كلارينت في ظل تفسيرات محللين إن الانخفاض يعكس خيبة الأمل لأن سابك لن تسعى لشراء حصة أغلبية في كلارينت على الرغم من أن البعض مازالوا يقولون إن الشركة السعودية التي يمتلك صندوق الثروة السيادية السعودي 70 % منها، لن تكتفي بحصة 25 %.

إلى ذلك رفعت شركة كلارينت مبيعاتها إلى 6.38 مليارات فرنك سويسري (حوالي 6.8 مليارات دولار) الأمر الذي دفع سابك للتحالف معها، في وقت خسرت الشركة السويسرية 45 مليون فرنك بفعل تعديلات ضريبية في الولايات المتحدة، تحملت الشركة 180 مليون فرنك مصروفات غير متكررة.

وكانت سابك قد أعلنت شراء ما يقرب من 83 مليون سهم في شركة كلاريانت، التي تمثل حصة شركتي «40 نورث» و «كورفيكس» في «كلاريانت». ومن خلال هذا الاستثمار، الذي يمثل حصة نسبتها 24.9 % في شركة كلاريانت، تصبح سابك مالك أكبر حصة من الأسهم في كلاريانت، التي يتمثل نشاطها في إنتاج الكيميائيات المتخصصة، ما يُعد خطوة مهمة في استراتيجية سابك؛ التي تسعى من خلالها إلى مزيد من التوسع والتنويع في منتجاتها، ومن ثم تحقيق رؤيتها في أن تصبح الشركة العالمية الرائدة المفضلة في مجال الكيميائيات.