نجح الوحدة من قطف ثمار موسم طويل من الجهد والعناء والتغلب على الكثير من الأزمات الصعبة بنيل بطاقة الصعود الأولى المباشرة لدوري السعودي للمحترفين بختام الجولة ما قبل الأخيرة من دوري الأمير محمد بن سلمان بفارق ثلاث نقاط عن أقرب منافسيه بعد تعادله خارج ملعبه مع المجزل 2 – 2 والذي مازال يتواصل إثارة وندية ويستمر حتى جولته الـ30، وهو قريب من ضمان تحقيق اللقب ويكفيه الخروج بنقطة التعادل أمام ضيفه الخليج الأربعاء المقبل، وقبض الطائي على حظوظه الواسعة في اللحاق بالمتصدر نحو الأضواء بعد أن انتزع نقاط الشعلة بخماسية نظيفة، ويتقدم على منافسه اللدود الحزم الذي واصل بنزيف النقاط واكتفى بالتعادل مع مضيفه الوطني فيما رفض الكوكب التسليم وواصل المطاردة لثلاثي المقدمة بفوزه على النهضة بثلاثية، فيما رافق الوطني جدة في خوض الملحق مع فرق الثانية مع تبقي مقعد ثالث والمرشح له نجران في حالة تعثره بالجولة الأخيرة وبات الخطر يحوم أيضاً حول المجزل والنهضة اللحاق بأحدهم في محلق الهبوط.

حسم الوحدة كل شيء، وتفوق على الجميع، وعاد لمكانه بين الكبار وأصبح قريباً من تحقيق لقب البطولة، وقبل ذلك بطاقة الصعود الأولى، نحو الأضواء بعد موسم واحد فقط من هبوطه الأخير، بل وأصبح قريباً من كسر الرقم القياسي البالغ 57 نقطة، المسجل لصالح الفيصلي في مواسم مضت، بعد وصوله للنقطة 55 ومرشح لتحقيق انتصار جديد، وقد يزيد في الجولة المقبلة، ويرفع نقاطه لـ58 كما احتفظ بأفضلية القوة الهجومية والدفاعية، ونسبة الانتصارات العالية، وهو تفوق واضح يكتب بمداد من ذهب للأجهزة الإدارية والفنية واللاعبين، الذين بذلوا الكثير في هذا الموسم، فنالوا تميزاً تاريخياً في دوري الأمير محمد بن سلمان الأولى، أكسبهم حلم الصعود، وبكل جدارة واستحقاق، وبدون لاعبين أجانب أو مواليد.

لم يكن الطائي في هذه الجولة بحاجة لأي نتيجة، سوى نتيجة الانتصار الثمين، الذي انتزعه من الشعلة، ليقفز لمركز الوصافة بـ52 نقطة ويعلن احتفاظه بالفرصة الأعلى للصعود، ورفع الفارق النقاطي إلى نقطتين، بينه وبين الحزم، صاحب الـ50 نقطة وتقدم الكوكب للنقطة 49 بالمركز الرابع ومازالت الفرصة مواتية للخامس هجر صاحب النقاط الـ47 للوصول لمحلق الصعود بعد تجاوز جدة، رافضاً التسليم بضعف حظوظه مع الثنائي الحزم والكوكب، ليؤكد على تواصل الإثارة والندية في سباق الوصافة وملحقي الصعود، حتى النفس الأخير من البطولة، ومع نهاية آخر صافرة، على الرغم من أن التعادل وحده في الجولة الختامية، سيكون كافياً لتصعيد الطائي وتحقيق الوحدة للقب حتى مع انتصار الثالث الحزم، إذ سيكون الفارق نقطة واحدة لمصلحة فارس الشمال وتنحصر حظوظ الحزم بالصعود في خسارة الطائي من هجر، ليتقدم عليه بفارق نقطة. ولعل ما حققه الطائي بالدور الثاني من انتفاضة هائلة تؤكد جلياً أن إدارة مسيرته اللافتة في موسمه الأول في دوري الأولى، بعد صعوده من دوري الدرجة الثانية الموسم الفائت، وأثمرت جهود إدارته وجهازه الفني ولاعبيه في خطف المركز السادس للمرة الأولى في تاريخ النادي، بعد هذه الجولة، وفي أداء تصاعدي مميز وإنجاز كبير، سيدعم خبرات الفريق في منافسات دوري الدرجة الأولى، خصوصاً أنه وصل مركزاً يعد متقدماً في سلم الترتيب. لعل أبرز ما ميّز هذه الجولة إلى جانب الصعود والهبوط، هو هروب المجزل والنجوم أخيراً من مقصلة ملحق الهبوط، بتعادل الأول مع الوحدة وكذلك الثاني مع العروبة، تنفسا بها الصعداء، بعد أن كانا مهددين بالهبوط، حتى ما قبل الجولة المنصرمة؛ فيما كان ضمك أحد نجوم الجولة عندما حقق نتيجة تاريخية على القيصومة بالفوز 6 – 1، ليؤكد تطور مستوياته بالجولات الأخيرة ووصوه للنقطة 38 بالمركز الثامن. وأضحى جدة متذيل الترتيب من العودة من حيث أتى بعد موسم صعب، فمستوياته الأخيرة وتلقيه 14 خسارة رقم قياسي تؤكد صعوبة خروجه من محلق الهبوط.