أعلنت وزارة الطاقة والصناعة والثروة المعدنية على حسابها في “تويتر” أمس أن المملكة تعكف حالياً على تطوير مدينة لصناعة السيارات وتوفير العديد من المزايا والتسهيلات للمستثمرين في هذا القطاع، مشيرة إلى أن هذه المدينة سوف يتم دعمها بوفرة المواد الأولية في المملكة ومنها صفائح الألمنيوم، والألمنيوم المسال، والمطاط، والبلاستيك، وغيرها بأسعار منافسة.

وجاء إعلان وزارة الطاقة الذي يحمل في طياته طموح المملكة الواعد لاقتحام صناع السيارات بعد أن نجح مضلّع التنمية الصناعية بالمملكة كل من شركات “أرامكو السعودية” و”سابك” ومعادن في إنجاز عدة مشروعات من خلال توفير المواد الخام والوسيطة لتصنيع السيارات وأجزائها وقطع الغيار بضخ استثمارات تقدر بنحو 150 مليار ريال والتي من المخطط أن تستقطب صناعات ذات صلة بصناعة السيارات بحجم استثمارات متوقعة تقدر بنحو 200 مليار ريال وفتح 100 ألف وظيفة مؤكدة، فضلاً عن عقد الصفقات مع كبار مصانع السيارات في العالم لتزويدهم باللقيم والمواد المتخصصة لتطوير صناعة السيارات لديهم.

ونجحت من جانبها شركة معادن في إنتاج خام الألمنيوم الذي يشكل نواة أساسية في صناعة وسائل النقل المختلفة في مدينة رأس الخير الصناعية التي بدأت تجذب العديد من الشركات العالمية المتخصصة في صناعة وسائل النقل وتشمل السيارات والطائرات وعربات السكك الحديدية حيث تخطط لبناء مصانع لتجميع المركبات وخاصة السيارات بحجم استثمارات تقدر بنحو 100 مليار ريال ضمن مشروعات منطقة الصناعات التحويلية في رأس الخير.

وقد أبدت الشركات العالمية المهتمة في صناعة مركبات وسائل النقل والصناعات التحويلية الأخرى رغبة واهتماماً كبيراً في التباحث حول إقامة مصانع في رأس الخير ترتكز على وفورات الألمنيوم المصهور بأشكاله المتعددة التي تتضمن سبائك الألمنيوم التي يتم تحويلها في مصنع معادن للدرفلة لصفائح ألمنيوم تستخدم في تصنيع علب المشروبات والأغذية وهياكل السيارات من مجمع معادن للألمنيوم الأكثر كفاءة على مستوى العالم والأكبر حجما واستثمارا ضخت معادن من أجله استثمارات هائلة بلغت تكلفتها 40.5 مليار ريال.

ويدعم تلك الخطط نجاح معادن للألمنيوم في الإنتاج التجاري والتسويق لمختلف أسواق العالم، فيما بلغ حجم الاستثمار في منظومة تعدين الألمنيوم أكثر من 135 مليار ريال تشمل سكك الحديد، ومحطة الكهرباء، ومدينة رأس الخير، ومدينة وعد الشمال في شمال المملكة التي بدأت مشروعاتها الإنتاج التجاري.

وتواصل “سابك” عقد صفقات مع أكبر وأفخم منتجي السيارات في العالم وأحدثها منها مع شركة فولكس واجن، وجاكوار، ولاند روفر، وغيرها من مصانع السيارات التي بدأت الاعتماد على المنتجات البلاستيكية المبتكرة من الكيميائيات التي تنتجها “سابك” في عدة مصانع محلية وعالمية فضلاً عن مشروعات “سابك” ومنتجاتها الجديدة لدعم صناعة السيارات التي أضافت استثمارات جديدة بقيمة أكثر من 18 مليار ريال عبر مصانع جديدة في شركة كيميا بالتحالف مع إكسون الأميركية لإنتاج المطاط البالغة حجم استثماراته 12.7 مليار ريال، والتحالف مع شركة ميتسوبيشي اليابانية في مشروع الشركة السعودية للميثاكريليت “سماك” والتي تدخل منتجاتها في صناعية السيارات وبتكلفة كلية لتأسيس الشركة وإنشاء المشروع تبلغ 4.5 مليارات ريال.

وتمهد تلك الاستثمارات الضخمة لمنتجات “سابك” بفرض وجودها بقوة تنافسية هائلة لمصانع السيارات في وقت يقدر حجم استثمارات “سابك” في صناعة البولي كاربونت التي تدخل في صناعة السيارات أكثر من 20 مليار ريال من خلال مصنع ضخم في شركة كيان السعودية بالجبيل بطاقة 260 ألف طن متري سنوياً والذي يعد ثاني أكبر مصنع في العالم، ومجمع آخر عملاق في الصين في تحالف استراتيجي في شركة ساينوبك سابك للبتروكيميائيات بقيمة 6.3 مليارات ريال ومشروع ثالث جديد في الصين بقيمة 6.4 مليارات ريال وبطاقة 260 ألف طن متري، ومن المتوقع بدء تشغيله في العام 2020. والبولي كربونات منتجات بلاستيكية ضرورية لإنتاج مكونات قطع السيارات بالإضافة إلى الأجهزة الكهربائية والإلكترونية وبعض المنتجات الاستهلاكية والمكونات الصناعية الأخرى.