أن تكون لك وجهة نظر في موضوع معين فذلك من حقك وتقديراً لتفكيرك فليس من الموضوعية تقبل كل طرح بشري كما هو والقبول فيه حتماً . إلا أن مناقشة بعض المواضيع الحساسة وإبداء الرأي فيها علانيةً وعبر المنصات المختلفة واشهارها على الملأ وحشد الأصوات لها هو ما يجب التوقف عنده وتقنينه وفق الضوابط الأدبية والنظامية وبما يتوافق مع الأعراف المجتمعية وتحديد المسئولية تجاهه والقصد من وراءه.
فكثيرٌ من الناس لا يروق لهم تغيير امر اعتادوه فتجدهم إما متقبل وإما معارض او صامت. مقصدنا في هذا المقام هو المعارض فكما أسلفت من حقه أن يعارض ومن حقه أن يختلف معنا وكذلك من حقه أن يعرض وجهة نظره كيفما شاء وقتما شاء ولكن وفق الضوابط التي من أهمها عدم المساس بقناعات ومشاعر الآخرين وعدم التجريح فيهم اما باستضعاف او تخوين ،
كما ينبغي عند الاختلاف عرض وجهة النظر و التسليم بأنها جهد انساني يحتمل الصواب والخطأ وكذلك لابد من الاستعداد و القبول بالتراجع .
لكن الملاحظ في الآونة الأخيرة فيما يتعلق بهذا الشأن هو التعصب للرأي الشخصي ضد الرأي الآخر واتهام المخالفين بما ليس فيهم ، والأكثر خطورة من ذلك هو العرض بشكل علني الاختلاف وإبداء النقد في مواضيع خطيرة وحساسة إما متعلقة بالوطن او بالمجتمع والتي يغلب عليها طابع الخصوصية و الواقعة ضمن مهام أهل الحل والعقد فيعترضها العامة لتكون مبتذلة وكلٌ يبدي رأيه فيها بما يتناسب مع هواه متناسياً أنه يعيش بوطن يشاركه فيه الملايين مختلفي الميول والتوجهات ومتناسياً كذلك أن طرح وجهة النظر المخالفة سيلتقفها الكثير ممن بقلبه شبم فيزيد فيها وينقص منها ويؤجج النار بها ويحلل نمط تفكير المجتمع ويبني عليها مخططاته ، وفي الأصل لم يكن القصد من إبداء الرأي الا ليقال أني قلت .
ختاماً اقول : وجهة النظر تُعرض ولا تُفرض وإن عرضت لابد أن تكون مؤطرة ومتوافقة مع الأعراف المجتمعية والأنظمة الوطنية .

كتبه : أ . خالد بن مناحي المطيري
مساعد المشرف العام
على العلاقات العام والاعلام بجامعة حفرالباطن