في أحد الأيام من العام الماضي ونحن نستعد لبدء يوم دراسي أعتدنا عليه شاهدت في المدرسة رجلا عسكريا فأعتقدت أنه أتى يسأل عن أبنه رغم أن ذلك نادرا مايحصل ، - فنحن في زمن أصبح الولد مسؤول عن نفسه وعن مستقبله وهذا من أكبر الأسباب لتدني مستوى الطلاب وضعف الجانب التحصيلي أضف إلى ذلك سوء تربية للأبناء ، وهذا كلام يطول شرحه وتفصيله - المهم سألت مدير المدرسة من هذا ؟ فقال : مفتش الدفاع المدني .قلت : وماذا يريد . قال : أتى يسأل عن طفايات الحريق ووسائل السلامة . قلت : أمر جميل ، فهذا من فعل الأسباب والحرص على سلامة الأرواح . قال المدير بإستغراب شديد : ألم تقرأ الأخبار صباح اليوم !؟ قلت : لا ، ولماذا ؟ قال : ألم تعلم بوجود حريق في مدرسة للبنات في جدة !!؟ قلت : عجبا !! لماذا نحن سريعين الإستجابة ولكن بعد ماذا !!؟ بعد وقوع الكارثة !! قال المدير : سنة كاملة لم يأتي إلينا أحد ، أضف إلى ذلك أنه أخبرني - ويقصد مفتش الدفاع المدني - أن غدا سيكون هناك عملية إخلاء للطلاب تحسبا لوقوع حريق لا سمح الله !! وبالفعل تم تطبيق الإخلاء من الغد وعلى أكمل وجه ، ولكن ماذا حدث بعدها إنقطاع تام إلى أمد بعيد ، إنقطاع إلى أن يحدث مكروه .

عزيزي القارئ هذه الحادثة ماهي إلا مثال لواقع نشاهده دائما ولك أن تتصور حادثة إنفجار الرياض ، لماذا بدأنا نفكر الآن في أنابيب بدلا من الشاحنات ، بالطبع بعد وفاة وإصابة وخسائر الكثير من الأرواح والممتلكات ، لست ضد مبدأ تصحيح الخطأ ، ولكن لا يكون هذا الخطأ ساذج ! لا شك أنك تتذكر إما تقاطع أغلق ، أو وضع فيه إشارة أو مطبات وكل ذلك بعد حادث أو أكثر . والأمثلة على ذلك تعد ولا تحصى ولكن المصيبة إذا كان فيها مايتعلق بأرواح البشر ! هل تعلم عدد من راحوا ضحية خطأ طبي ، بسبب إهمال جراح أخذ شهادته من جامعة في بلاد الواق واق !! كذلك هل تصدق أن طبيبا عمل عملية جراحية ليقوم بعدها بغلق موضع العملية ليكتشف بعد ذلك وبعد عصارات من الألم للمريض أنه قد ترك مشرطا أو مقصا داخل الجسم !! كذلك هل يدور في مخيلتك ولو بعالم الخيال والأفلام الهندية أن مستشفا قام بتبديل طفل سعودي بطفل تركي ليعيش هذان الولدان وأسرتهما في صراع البحث عن الحقيقة ليتم التعليل وببرود يصيبك بمقتل بإن ماهذا إلا خطأ طبي وارد الوقوع !! ختاما نقول كما قال الأولون : الإهمال يقتل كل شيء جميل .