حشود عراقية في الرمادي خلال مسيرات احتجاج ضد المالكي أمس
صعد مئات آلاف العراقيين في محافظات الأنبار وصلاح الدين أمس من احتجاجاتهم ضد سياسة حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي، مجددين المطالبة بإطلاق سراح المعتقلين خصوصا النساء، فيما شهدت أحياء بغداد إجراءات أمنية مشددة لمنع المصلين من التظاهر.
وتظاهرت حشود تقدر بمئات الآلاف على الطريق الرئيسي شرق مدينة الفلوجة بعد صلاة الجمعة التي حملت شعار “الوفاء لشهداء الفلوجة”، وقال الشيخ عبدالحميد الجميلي خطيب الصلاة، إن “ما حدث الجمعة الماضي انتهاك لحقوق الإنسان والدستور”، وطالب الجميلي خلال خطبة صلاة موحدة أقيمت بالفلوجة أمس، رئيس الحكومة بتسليم القتلة الذين ارتكبوا مجزرة الفلوجة واستهداف المعتصمين الجمعة الماضي بدم بارد إلى المحاكم المختصة في الأنبار حصرا، وقال إن “المالكي يعمل على تسويف مطالب المعتصمين ويماطل مع حكومته لإضاعة الوقت وهدر الجهود لكننا نقول له: لن نترك ساحات الاعتصام حتى تلبي جميع مطالب شعبنا الشرعية والقانونية”.
وأضاف: إن” المعتصمين في الفلوجة يطالبون المالكي بشكل عاجل وسريع لتقديم الجناة ممن قتلوا شهداء الفلوجة إلى محاكم الأنبار لمحاسبتهم وفق القانون دون مماطلة وكذب وخداع”، مشيرا إلى أن” المعتصمين موقفهم واضح تجاه الحكومة التي يعتبروها كاذبة ومسوفه للحقائق ولكننا على يقين وثبات أن النصر قادم ولو بعد حين”.
وقتل ثمانية متظاهرين وأصيب عشرات بجروح إثر وقوع اشتباكات بينهم وبين دورية للجيش عند موقع التظاهر الجمعة الماضي.
وحمل المتظاهرون أمس، لأكثر من ساعة، أعلاما عراقية وصورا لرفاقهم الذين قتلوا الأسبوع الماضي ولافتات قالت إحداها “نطالب بإسقاط النظام بدل التفاوض معه”.
وفي مدينة الرمادي احتشد مئات آلاف المتظاهرين من مختلف مناطق محافظة الأنبار على الطريق الرئيسي غرب مدينة الرمادي.
وقال الشيخ محمد طالب خطيب صلاة الجمعة في الرمادي إن “الجيش الإسرائيلي فقط هو من يرد على التظاهرات بالنار”، وأكد أن “مطالب المتظاهرين حقوق أكدها الدستور”.
وفي سامراء أقيمت صلاة موحدة شارك فيها عشرات الآلاف من أهالي محافظة صلاح الدين حيث تقع سامراء، وفرضت قوات الأمن إجراءات مشددة على الطرق المؤدية إلى جامع الرزاق وسط سامراء، حيث أقيمت صلاة الجمعة.
وحمل المتظاهرون بعد الصلاة أعلاما عراقية ولافتات قالت إحداها “سلاحكم لنا أم علينا..أجيبوا فورا” في إشارة لاستهداف المصلين، وسط هتافات بينها “بالروح بالدم نفديك يا عراق”.
وقال غيث العزواي مدرس (35 عاما) “سنواصل التظاهر حتى لو تطلب الأمر سنوات” مطالبا بـ”إطلاق سراح المعتقلين الأبرياء خصوصا النساء”. وطالب بـ”تجميد قانون المساءلة والعدالة على الأقل وإلغاء المادة 4 إرهاب”.
ويتظاهر آلاف العراقيين في مدن ذات غالبية سنية، شمال وغرب بغداد منذ نحو 40 يوما، رفضا لسياسة المالكي ويتهمونه بـ”تهميش”العرب السنة وعدم تلبية مطالبهم بإطلاق سراح المعتقلين في السجون.