ابعاد الخفجى-سياسة:طالب مجلس الأمن الدولي جنوب السودان، بسحب عناصر تابعة لجيشه من منطقة أبيي فوراً، كما دعا السودان إلى سحب الشرطة بشكل عاجل من حقل “دفرا” النفطي شمال المنطقة المتنازع عليها بين البلدين. وقدم وكيل الأمين العام لعمليات حفظ السلام هيرفيه لادسو والممثل الخاص للاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة بالسودان والجنوب هايلي منقريوس، إحاطة لمجلس الأمن حول الوضع في الدولتين، بموجب القرار 2046 والوضع بأبيي. وحث أعضاء المجلس الجانبين على تنفيذ النقاط العالقة من اتفاق الترتيبات الأمنية والإدارية في أبيي، لاسيما إعادة انتشار قواتهما خارج المنطقة، مشيرين إلى أن الاتفاق ينص أيضاً على أن تكون المنطقة خالية من السلاح، وهو ما يتطلب نزع سلاح جميع المليشيات فوراً.
إلى ذلك، أعرب أعضاء مجلس الأمن عن خيبة أملهم من فشل المفاوضات بين حكومة السودان والحركة الشعبيةـ قطاع الشمال بأديس أبابا في مارس الحالي، وأشاروا إلى أن الخرطوم استجابت لمقترح مشروع الاتفاق الإطاري الَّذي قدمته الوساطة بقيادة أمبيكي في 18 فبراير الماضي، وطالبوا الحركة الشعبية للرد وفقاً لصيغة الوساطة المطلوبة.
كما دعت منظمات إنسانية أميركية قوات “اليونسفا” بالمساهمة في عمليات نزع السلاح من أيدي المجموعات المسلحة، والشروع في عملية مصالحة شاملة بين قبيلتي “الدينكا” و”المسيرية”، وطالبت المنظمة الأولى بالاعتذار للثانية عن مقتل زعيمها على يد مجموعة تابعة لها.
من جهتها قطعت الحكومة السودانية برفض أي اتفاق مع الحركة الشعبية – قطاع الشمال يبقي السلاح في أيديها. وأوضح مساعد الرئيس السوداني ورئيس الوفد الحكومي إبراهيم غندور، أن أسباب انهيار جولة المفاوضات الأخيرة بأديس أبابا تعود إلى تمسك المتمردين بالإبقاء على قواتهم، مضيفاً أن الوفد الحكومي “سيذهب إلى جولة المفاوضات القادمة بقلب مفتوح للوصول إلى سلام دائم بالمنطقتين”.
في سياق آخر، قال القيادي الجنوبي لوكا بيونق، المحاضر بجامعة هارفارد الأميركية إن بلاده مرشحة لتكون ملعباً لمعارك إقليمية وتصفية خلافات البلدان المجاورة ودول حوض النيل، وهو ما يتطلب من الفرقاء الجنوبيين الوصول إلى تسوية سياسية عاجلة. واستبعد لوكا إدخال جنوب السودان تحت الوصاية الدولية. وقال “لا توجد وصاية دولية ناجحة، وهي أصبحت أمراً غير محبب، لاسيما أنها مكلفة جداً وصعبة الحدوث وفقاً للمتغيرات التي يشهدها العالم الآن”. واستدرك بالقول إن الوصاية الدولية قد تكون الحل الأخير في حال استنفاد كل المحاولات في تخطي الأزمة في أحدث دولة في العالم. وحذر القيادي الجنوبي من تأزم الوضع الأمني والإنساني بشكل أوسع إذا لم تحرز مفاوضات أديس أبابا بين حكومة الجنوب والمتمردين بقيادة نائب الرئيس المقال ريك مشار اختراقا بشكل سريع. ونبه إلى أن عدم الالتزام باتفاق وقف العدائيات سيدخل البلاد في وضع عدم الاستقرار لفترة طويلة ما يمكن أن يقود لحرب أهلية.
