ابعاد الخفجى-رياضة:
عندما تعملق الحارس المكسيكي “جويليرمو أوشوا” ووقف سدا منيعا أمام كرات “نيمار” ورفاقه في مواجهة حبست أنفاس البرازيليين، وكانت علامات الدهشة حول حامي العرين “المجهول” قبلها تقفز على وجوه المتابعين للحدث، وخشية أن يكون هذا الحضور “ضربة حظ” انتظر الجميع مواعيد جديدة لمنتخب “التريكلرز” في المونديال، بيد أن براعة “أوشوا” حضرت من جديد أمام الكروات قبل أن يضيف إليها لحظات رائعة أمتعت الجميع في مواجهة ثمن النهائي أمام الهولنديين.
على كل لسان
كانت اللحظة الأكثر رسوخا في الذاكرة عندما كان “أوشوا” على خط مرماه منتظرا وصول كرة الهولندي “فان بيرسي” المخادعة، وفجأة ظهر أمامه المدافع “ستيفان دي فري” مسددا كرة هوائية على بُعد أربع ياردات فقط.. ماحدث بعدها كان التصدي الأكثر إدهاشا في المونديال، اتخذ “أوشوا” قراره في جزء من الثانية واستدار في مسافة ضيقة ونظر، ممدا يديه العملاقتين قبل أن يلكم الكرة بعيدا.
ربما تكون المكسيك خسرت في النهاية بهدفين لم يكن باستطاعة “أوشوا” عمل شيء لمنعهما، إلا أن الأخير نال كثيرا من استحسان النقاد وجماهير اللعبة، وكان ذلك التصدي كافيا لأن يتغنى العالم باسمه في البرازيل.
مهمة مستحيلة
نجومية “أوشوا” رفعت من أسهمه كثيرا وهذا بالتأكيد أمر أبهج المكسيكيين وأسعده شخصيا، بعد أن بات محط اهتمام كبرى الأندية العالمية، إلا أن هذا التألق كان له وقع آخر في مكان ما في أوروبا، وتحديدا في فرنسا حيث ناديه المتواضع “أجاكسيو” الناشط في دوري الدرجة الثانية هناك، وسيكون أمام مسؤوليه مهمة مستحيلة للحفاظ على أشهر حراس المونديال في صفوفه، ولذا لم يكن مستغربا أن يلجأ أحد مشجعي النادي لخطوة غير عادية بالمخاطرة باستقرار زوجته وأولاده وعرض منزله للبيع مقابل 8 ملايين جنيه إسترليني، للإبقاء على الحارس البالغ 28 عاما مع الفريق.
جنون أوشوا
محاولة هذا المشجع ببساطة لن تنجح ، فعقد “أوشوا” مع “أجاكسيو” ينتهي هذا الصيف، وتلك السلسلة من العروض المدهشة التي قدمها في البرازيل لم تمر بالتأكيد دون أن تلفت اهتمام المسؤولين في أكبر أندية القارة العجوز، خاصة بعد أن أصبحت إنقاذات أوشوا وخلال أيام قليلة بين أكثر مقاطع الفيديو تداولا على “الإنترنت”، حتى أن قفزاته ومرونته المذهلة أصابت وسائل التواصل الاجتماعي بالجنون، دون أن نغفل الصور الكاريكاتورية المجسدة لأدواره البطولية والتي انتشرت على الشبكة الإلكترونية بشكل مذهل، ورمزت إحداها إلى أن لاعبي منتخبات البرازيل، الكاميرون، كرواتيا وأخيراً هولندا، شعروا أمام المكسيك وكأنهم واجهوا جداراً حقيقياً من الطوب.