ابعاد الخفجى-سياسة:
قطع رئيس اللجنة القانونية في الائتلاف الوطني السوري المعارض هيثم المالح، بتراجع حظوظ المبادرة الروسية الجديدة التي أعلنت موسكو عن تبنيها لإنهاء الأزمة السورية، مشيراً إلى أن المبادرة ولدت ميتة قبل أن تبدأ، وأن الشعب السوري يعتبر موسكو طرفاً أصيلاً في الأزمة.
وقال المالح في تصريحات “هذه مبادرة عبثية لا نرى أن لها حظاً من النجاح، فالإدارة الروسية دأبت منذ انطلاق الأزمة على الوقوف في جانب نظام الأسد الدموي، ولم تدخر وسعاً في سبيل تقويته ودعمه، وأمدته بالأسلحة المتطورة، ووقفت ضد قرارات إدانته العديدة في مجلس الأمن، واستخدمت لأجل ذلك حق النقض “الفيتو”، فما الذي استجد حتى تبادر وتبحث عن حل للمسألة؟”.ومضى المالح في توجيه اتهاماته لروسيا قائلاً: “من الذي أفشل جولتي المفاوضات في جنيف؟ الأسد لم يكن ليجرؤ على ذلك لولا احتماؤه بالدعم الروسي وتأكده أن في موسكو حضناً له مهما كانت نتيجة التفاوض، ومما يؤسف له أن وزير الخارجية الروسي “سيرجي لافروف” أكد تمسك بلاده بدعم الأسد ضد الثوار، وجدد ذلك الموقف حتى وهو يعلن عن مبادرة بلاده لحل الأزمة، وهذا حديث لا يستقيم عقلاً ولا منطقا”.
ومضى المالح في حديثه قائلاً: “روسيا لا تملك وحدها حل المسألة السورية، فهناك الطرف الإيراني الذي لن يرضى بأي حال من الأحوال بإرغام الأسد على التنحي أو زوال نظامه، وسبق لها أن أعلنت أن الحفاظ على دمشق ومنع سقوطها أهم لديها من منع سقوط طهران نفسها
ويمكن لها أن تعوض توقف موسكو عن تقديم الدعم لنظام الأسد المجرم، فطهران باتت المتحكم الرئيسي في الشؤون السورية، وهي التي تمد النظام بمليارات الدولارات، إضافة إلى مقاتلي الحرس الثوري الإيراني الذين يديرون العمليات العسكرية بصورة مباشرة، إضافة إلى عشرات الآلاف من المرتزقة الأفغان والمقاتلين المأجورين، فضلا عن أوامرها لمليشيات حزب الله بالدخول في المعترك السوري”.
وتابع المالح بقوله: “على الصعيد الشخصي لا أرى أن روسيا مرشحة لأن تكون وسيطاً نزيهاً، لأنها أحد أسباب استمرار الأزمة السورية، وقد رفضت من قبل عدة دعوات لزيارتها لهذا السبب، وعارضت قيام بعض مسؤولي الائتلاف بالتحاور مع النظام في موسكو التي لا تريد إلا أن تظهر أمام العالم بأنها تستقبل وفود المعارضة السورية كما تستقبل الوفود الحكومية، وهي محاولة فاشلة. ولدينا قرار في الائتلاف السوري لقوى الثورة والمعارضة بضرورة ملاحقة موسكو وطهران بعد إزاحة نظام الأسد، لأنهما مسؤولتان عن الأضرار المادية التي لحقت بالاقتصاد السوري وعن التدمير المنظم للبنية التحتية، وسنقوم برفع دعاوى أمام المنظمات العدلية الدولية للحصول على تعويضات مادية بحجم الأضرار التي تكبدتها بلادنا”.
واختتم المالح تصريحاته بالقول: “الحال لن يتبدل إلا باعتماد الثوار على أنفسهم لإرغام النظام على التنحي، وهزيمته عسكرياً على الأرض، أو في حالة التدخل الأميركي المباشر بدعم الثوار بالأسلحة النوعية التي تمكنهم من القضاء على نظام الأسد المجرم وهزيمة المتطرفين، ويمكن كذلك لواشنطن أن تستخدم نفوذها لإجبار الآخرين على التسليم بانتهاء حقبة الأسد وزوال نظامه وبدء مرحلة انتقالية في سورية تمهد لانتخابات حرة”.