ندى محمد 

أبعاد الخفجى-اقتصاد:

انكمشت أرباح شركة الخزف السعودي عن أعمالها في 12 شهراً حتى 30 سبتمبر 2015 إلى 288 مليون ريال، من 310 ملايين عام 2014، وبهذا نقصت ربحية السهم إلى 5.76 ريالات من 6.2، ولكن مكررات السهم في المتوسط لا تزال فوق مستوى الجيد جدا فقد انخفض سعر السهم الجاري بما يكفي ليستوعب ويمتص تأثير تراجع الخسائر، خاصة وأننا نتكلم عن واحدة من أبرز الشركات التي حافظت على بقائها ضمن قائمة الصف الأول للعام العاشر على التوالي، يعزز كل ذلك أنها إحدى الشركات التي استردت سعر سهمها بعد انهيار سنة 2006.

ونظرا لأداء الشركة المتنامي والمستدام لأعوام عديدة لا يؤثر هذا التراجع البسيط في الأرباح كونها واحدة من أبرز الشركات الواعدة على المدى الطويل، إذا وضعنا في الاعتبار أن تراجع الأرباح جاء في ظل الأوضاع الاقتصادية الراهنة، ورغم كل ذلك طرأ تحسن ملموس على معايير السهم، فانخفض مكرر الربح حاليا من متوسط عام 2014 البالغ 10.36 ضعفا إلى 6.67 ضعفا وهو جيد جدا، ولا يزال مكرر القيمة الدفترية جيدا جدا عند 1.04، ومكرر القيمة الجوهرية الذي انخفض دون الوحدة عند 0.69 ضعفا وهو ممتاز، كما زادت قيمة السهم الدفترية إلى 36.85 ريالاً حاليا من 34.30 ريالاً عام 2014 ومن 30.42 عام 2013 وهذا ممتاز، يتوج ذلك قيمة السهم الجوهرية المتميزة والتي ناهزت 56 ريالا.

أداء الشركة

والمتابع لسهم الخزف وأمثالها من شركات الصف الأول والقيادية أيضاً، ربما يلاحظ نموها خلال الأعوام العشرة الماضية بشكل مستدام ومتنام وعلى جميع الأصعدة، فزاد إجمالي أصول الشركة حاليا بنسبة 7.51 في المئة على العام الماضي 2013، وبنسب جاء متوسطها عند 11.16 في المئة خلال الأعوام الخمسة الماضية، ونما صافي الربح بنسبة 9.49 عن الأعوام الخمسة الماضية، وانعكس ذلك على حقوق المساهمين التي زادت بنسبة 14.73 في المئة على الأعوام الخمسة الماضية، وهذه التطورات الإيجابية في أداء الشركة هي المطلب الرئيسي لكل مستثمر، فمثل هذا الأداء المتميز الذي هو نهج أغلب شركات الصف الأول، يزرع الثقة في نفوس المستثمرين ويمنحهم الطمأنينة على أموالهم وممتلكاتهم بل ويشجعهم على الاستمرار في اقتناء أسهمها، وربما يؤدي ذلك إلى ارتفاع أسعار أسهمها لمستويات قياسية بسبب جاذبيتها وكثرة الراغبين في شراء أسهمها وتعزيز الكميات.

والميزة الأخرى لمثل هذه الشركات أنها لا تتأثر كثيراً بالانهيارات التي تتعرض لها السوق، فسعر أغلبها مضافاً إليه التوزيعات وأسهم زيادة رأس المال أعاد التوازن إليها فارتفعت فوق سعرها قبل الانهيار في عام 2006، وبهذا لم يتكبد كثير من الذين استثمروا في مثل هذه الشركات أي خسائر ملموسة.

تذبذب السهم

واستناداً على إقفال سهم “الخزف السعودي” على سعر 38.40 ريالا، في جلسة الثلاثاء؛ الثاني من ربيع الآخر 1437، الموافق 12 يناير 2016؛ تبلغ القيمة السوقية للشركة 1920 مليون ريال، موزعة على 50 مليون سهم، تقارب كمية الحرة منها 38.52 مليونا.

وظل نطاق سعر السهم في خمس جلسات بين 37.60 ريالا 44.20، فيما تراوح خلال 12 شهرا بين 39 ريالاً و89.50، ما يعني أن سعر السهم تذبذب في 52 أسبوعا بنسبة 78.60 في المئة، وفي هذا إشارة إلى أن السهم مرتفع إلى متوسط المخاطر، ولكن كمية الأسهم المتبادلة يوميا والبالغ متوسطها 401 ألف، ربما يهمش مبدأ المخاطر.

الحصانة المالية

ومن النواحي المالية، أوضاع الشركة النقدية جيدة جدا، فتبلغ نسبة الخصوم إلى حقوق المساهمين 75.92 في المئة، والخصوم إلى الأصول 43.16 في المئة، وهما ضمن المعدلات المرجعية، كما تشير معدلات السيولة إلى حصانة الشركة، فيبلغ معدل التداول 2.67 وهو ممتاز، ومعدل السيولة السريعة 0.71، والنقدية 0.55 وهما جيدان جدا، وفي كل ذلك ما يؤكد قدرة الشركة على الوفاء بالتزاماتها المالية على المدى القريب إلى المتوسط.

عدالة السعر

ومن حيث السعر والقيم، يبلغ مكرر الربح الحالي لسهم “الخزف السعودي” 6.67 ضعفا وهو ممتاز كونه أقل من 10 في الدرجة الأولى، ومن متوسط مكررات السوق البالغة 13.60، كما يبلغ مكرر القيمة الدفترية 1.04 وهو جيد جدا وأقل من متوسط السوق البالغ 1.50 ضعف، ومكرر القيمة الجوهرية عند 0.69 ضعف وهو ممتاز لأنه أقل من الوحدة، وبهذا يتجاوز متوسط مكررات السهم مستوى الجيد جدا خاصة في ظل معدلات ونسب النمو الممتازة لجميع أنشطة الشركة.

وعند دمج مكررات سهم الشركة ومقارنة ذلك مع معدلات النمو يتبين لنا أن سعر سهم الخزف الحالي عند 38.40 ريالاً جاذبا بكل المقاييس.

هذا التحليل يهدف بالدرجة الأولى إلى تحديد مدى عدالة سعر السهم وجدوى الاستثمار فيه بناء على المعطيات الحالية، ولا يعني توصية من أي نوع.

استخلصت جميع الأرقام والمعايير والمؤشرات والنسب الواردة في هذا التحليل من القوائم المالية للشركة على موقعها ومن موقع «تداول»، وتمت مقارنة النتائج مع مواقع أخرى تتسم بالدقة والحيادية، وفي حال وجود أي اختلافات جوهرية، تم الأخذ بالأرجح والموثق منها.