أبعاد الخفجى-اقتصاد:
نفى عدد من المحللين الماليين والمتابعين لمجريات سوق المال السعودي، حدوث خروج جماعي من المال السعودي، محذرين من الانسياق وراء تقارير مصطنعة وشائعات يجري تداولها على نطاق واسع في مواقع التواصل الاجتماعي وعبر مواقع إلكترونية تصور، عكس واقع السوق.
وأوضحوا أن الإشاعات التي روجتها مواقع التواصل الاجتماعي، هي عبارة عن عمليات بيع وشراء طبيعية حدثت على مدار العام الماضي، ويتم إظهارها في التقارير السنوية للشركات وفقا لنظام الإفصاح من هيئة السوق المالية، مهما كان حجمها حتى لو كانت سهم واحد، وتم صياغة تلك التغيرات بطريقة الإثارة والتخويف، بينما أغفلت تلك المواقع عمليات الشراء التي حدثت في السوق خاصة من الصناديق الاستثمارية التي بلغ صافي مشترياتها في العام الماضي 49.9 مليار ريال، حتى يتم تمرير الأهداف السلبية لتلك الإشاعات وتحقق أهدافها في إشاعة الذعر بين المتعاملين والمتابعين. وقال رجل الأعمال المهندس أنس بن محمد صالح صيرفي ل “الرياض”، على عكس ما يحاول البعض ترويجه سوق الأسهم استرد عافيته عقب تحسن الأوضاع الاقتصادية جراء عوامل منها ارتفاع أسعار النفط، وهناك شركات حققت ارتفاع في أرباحها أرباح بنسب 16% و25% ، والذين يحاولون بث وخلق الشائعات هم فئة من المضاربين يبحثون عن مستويات للهبوط تمكنهم من الدخول، وهم فئة تتربح على الإشاعات وخلقها وتأثيرهم يكون تركيزه على صغار المساهمين، فالمستثمرون الكبار لديهم من الوعي والمعرفة ما يكفي لتقييم الأوضاع ومعرفة التفاصيل في حين يتأثر الصغار في العادة بالشائعات وتكون سبباً لاتخاذهم قرارات خاطئة. وأشار المهندس أنس صيرفي إلى أنه يصعب على هيئة السوق أن تتدخل في مثل هذه الأوضاع، وأن تتبع كل ما يثار في المواقع الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي، والأجدر بأن يكون هناك وعي لدى كل مستثمر في السوق بأهمية التعامل بالنظرة الفنية ومراجعة أداء الشركات وأخذ المعلومة من مصدرها الصحيح، والبعد عن التوصيات المشبوهة والاجتهاد الفردي وبذلك يصبح لدينا مستثمر متمرس ومتحصن ضد مثل هذه الشائعات.
من جهته قال تركي بن حسين فدعق مدير إدارة الأبحاث والمشورة بشركة البلاد للاستثمار، إن ما فاقم حجم الشائعات في الوقت الراهن هو قيام بعض المواقع بنشر تقارير عن عام كامل هو 2016، وأظهر التقرير بيع البعض حصص وأسهم وهذا شيء طبيعي خلال فترة عام تتغير فيه المعطيات والأوضاع، ولكن القارئ البسيط والذي هو غير مهيأ لفهم ذلك تصور أن تلك المبيعات كانت متزامنة وفي نفس التوقيت وهو ما يخالف واقع السوق الجيد في الوقت الراهن. وبدوره حذر المحلل المالي حسين بن حمد الرقيب من الانجراف خلف الشائعات، مفضلاً بأن يتم التثبت دوماً من المعلومة من مصدرها الرسمي إضافة إلى تحليلها التحليل المنطقي والواقعي، وقال إن شائعة الخروج الجماعي من سوق المال بنيت على وقائع تم تجميعها خلال فترات زمنية طويلة وتم استغلالها بشكل سلبي وصاحبها بث لمعلومات عن نية مستثمرين الخروج من السوق، وكل ذلك لا يعكس حقيقة الوضع الجيد للسوق في الوقت الراهن.
