تلقى الشبابيون ضربة موجعة جديدة بعد المخالصة المالية مع المدافع الدولي حسن معاذ، لترفع بذلك المنديل الأبيض وتبرهن الإدارة عدم قدرتها على التمسك باللاعب الدولي الوحيد في تشكيلة الفريق الموسم الماضي، وهو الرابع الذي يغادر ، بدءاً من لاعب الوسط عبدالملك الخيبري مروراً بالحارسين وليد عبدالله ومحمد العويس وانتهاءً بالقائد معاذ الذي تدرج من الفئات السنية بالنادي وحقق معه عددا كبيرا من الإنجازات وكان عنصراً مؤثراً في الفريق، وبحسب وكيل اعماله يوسف الموينع فإنه منح الشبابيين فرصا عدة طمعاً في البقاء مع النادي وانهاء مسيرته فيه الا انه اصطدم بعدم تقدير الشبابيين له، الأمر الذي دفعه للتضحية بمستحقاته القديمة رغبة في الخروج من النادي.

وكان بإمكان الشبابيين المحافظة على معاذ، وتلبية مطالبه قبل دخوله فترة الأشهر الستة الحرة التي تسمح له بالتوقيع لأي ناد آخر، إلا أن مسيري النادي وإدارته لم يستفيدوا من الدروس السابقة، ففرطوا فيه بالمجان مثلما فعلوا مع الخيبري ووليد والعويس، ويتجاوز مافرطت فيه الادارة من وراء التفريط في الرباعي بالمجان اكثر من 40 مليون ريال، حتى وإن كان لمعاذ وغيره مستحقات سابقة تنازلوا عنها إلا أنها لا تقارن ببيع عقودهم، وهذا تأكيد جديد من الشبابيين أنفسهم بأنهم يفتقدون للفكر قبل المال، فلا يوجد إدارة محنكة تفعل مافعلته الإدارة الحالية، لأن من يملك الفكر الكروي والإداري يدرك جيداً بأنه من المفترض أن تجدد مع نجمك قبل عام من نهاية عقده، وإذا وصلت العلاقة معه إلى طريق مسدود تبدأ التفكير في تسويقه، لأنه سيوقع بعد أشهر لنادي آخر وبالمجان، هذا ماتفعله اليوم إدارة الهلال مع المهاجم ناصر الشمراني، صحيح أنه خارج حسابات المدرب الأرجنتيني رامون دياز الذي استبعده من المعسكر الإعدادي، إلا أن ذلك لم يدفع الإدارة لتسليمه مخالصة مالية ينتقل عبرها بالمجان إلى فريق آخر، وتسعى إلى تسويقه بأكبر رقم.

في المقابل فإن إدارة الشباب اسهل ماتفعله هو توقيع المخالصة المالية مع لاعبي الفريق، حتى وإن كانت تعلم بأنهم مطمع لأندية أخرى، ولعل المهاجم اسماعيل مغربي تأكيد آخر على ذلك، فالجميع يعلم أنه مطلوب في التعاون، وكان بإمكانها أن تدخل مع التعاونيين في مفاوضات لشراء المتبقي من عقده، بيد أنها اختارت ان يخالصه مالياً، لينتقل بالمجان، وعلى إدارة الشباب ان تسلم الأهلاويين الدفعة المتبقية من صفقة انتقاله للشباب.

على الرغم من التعاقدات الأخيرة للشباب وإدارته التي استفادت من قرار زيادة اللاعبين غير السعوديين الى ستة لاعبين الا ان المستقبل مايزال غامضاً، فاستعدادات الأندية المنافسة تفوقه بمراحل، الأمر الذي من شأنه ان يؤجل عودة “الليث” الى منصات التتويج، حتى بعض اندية الوسط والمؤخرة استعدت للموسم المقبل بشكل افضل من ناحية الاستقطابات، الامر الذي سيحرج الفريق مالم يتدارك الشبابيون الحال، فالمطلع على استعدادات الفرق خصوصاً بعد زيادة اللاعبين غير السعوديين سيدرك بأن المنافسة ستكون قوية بين الفرق، وأنه لا غرابة في ان ينافس احد فرق الوسط على البطولات اذا مانجحت ادارته في جلب لاعبين مميزين.

لا يمكن أن تصنع فريقا بطلا ينافس على منصات الذهب وأنت تفرط في اربعة لاعبين دوليين خلال عام واحد وتستبدلهم بأسماء متواضعة وشبه منتهية، حتى اصبح “الليث” من دون اي لاعب دولي بعد أن كان في صفوفه اكثر من اربعة لاعبين، انت بهذا الشكل تهدم أكثر مما تبني، وهناك اندية كثيرة تعاني مالياً لكنها في المقابل تتعامل مع الواقع بفكر مميز، لا ترتكب اخطاء بدائية وان فعلت تستفيد من اخطائها ولا تكررها.