حذر إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ عبدالباري الثبيتي – في خطبة الجمعة – من الحكم على نوايا الناس بالترصد لهم وتتبع مخابرهم وإصدار الأحكام عليهم , فالله عز وجل أعلم بالسرائر وحسابهم على الذي لا تخفى عليه خافية , قال صلى الله عليه وسلم : ” أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله , ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة , فإذا فعلوا عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها , وحسابهم على الله “.

وقال : التعرض لمخابر المسلمين والحكم على نواياهم انتهاك لحرمتهم , وهذا يجر إلى التساهل في الأعراض واستباحة الدماء , وفي الحديث : ” لزوال الدنيا أهون على الله من قتل رجل مسلم ” , وقد كان صلى الله عليه وسلم يعامل المنافقين معاملة المسلمين , ويجريهم على أحكام الإسلام الظاهر مع علمه بنفاقهم في الباطن , ويظهر أثر الإيمان عند الابتلاء بالصبر في المظهر واحتساب الأجر في المخبر فلا تتمادى جوارح المسلم أو ينسى الأدب مع ربه ومولاه.

وأضاف : في السباق نحو الجنة لا يكون الفوز إلا على صلاح المخبر مع أهمية المظهر فبصلاح المخبر سبق السابقون وارتقى الواصلون , قال الله تعالى : ” إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون “.

وتابع : من واسع رحمة الله أن سخر للمسلم محطات إيمانية يتزود فيها بما يزكي مخبره وينمي مظهر ومنها هذه الأيام العظيمة المباركة والتي يتضاعف فيها الأجر والثواب أيام عشر ذي الحجة قال تعالى : ” والفجر , وليال عشر ” , وفي الحديث : ” فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد ” , ويسن التكبير المطلق من دخول شهر ذي الحجة إلى آخر يوم من أيام التشريق , أما التكبير المقيد فيبدأ من فجر يوم عرفة إلى غروب شمس آخر أيام التشريق.