أثنى وزير المالية السويسري عضو المجلس الفدرالي السيد أولي ماورير: على لقائه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله -، واستعراض آفاق التعاون بين البلدين في مختلف المجالات.

وقال: كان لي الشرف أن أقابل الملك سلمان وأیضاً وزیر المالیة ومحافظ مؤسسة النقد، وقد سبق وأن التقیت بهم في قمة الدول العشرین، مضيفاً: أن الجدعان یعرف سویسرا جیداً، وقال لي مداعباً خلال التقائي به أثناء مؤتمر “دافوس” إذا أردت مرشداً سیاحياً في سویسرا فأنا على استعداد للقیام بذلك، وأشاد بحیادیة سویسرا وأنها أحد أسباب نجاحها.

وأكد وزير المالية السويسري: أن مناخ المملكة یشكل مناخاً خصباً للاستثمار ویوفر فرصاً عظیمة لسویسرا، وهذا بسبب حجم السوق السعودي وبسبب المناخ الاستثماري، ولهذا نحن اجتمعنا في هذا الیوم لتعمیق العلاقات على المستوى التقني والسیاسي وتوطيد العلاقات الاستثمارية المستقبلیة، مؤكداً على أهمیة استغلال الفرص الاستثمارية المتاحة في القطاع المالي في المملكة أمام الشركات السویسریة.

جاء ذلك خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده وزير المالية السويسري في منزل السفير السويسري ونسقه السيد “بيتر ميندر” رئيس قسم التواصل بوزارة المالية السويسرية، حضرته وسائل الإعلام، وقد حضر بمعية الوزير وفد من رجال الأعمال من القطاع المالي السويسري. وأردف الوزير: بسبب التغیرات الإیجابیة التي حصلت مؤخراً في المملكة في المجال الاقتصادي، أصبح خیار الاستثمار في السعودیة من بین أفضل الخیارات الاستثماریة للشركات والمنظمات العالمیة، وما وجدناه حتى الآن في المملكة تعدى توقعاتنا، لقد وجدنا اقتصاداً منفتحاً متقبلاً للتحدیثات الإیجابیة، وأن السعودیة الیوم تمثل أهم شریك لسویسرا في منطقة الخلیج، وسویسرا من الناحیة الأخرى تشكل قوة اقتصادیة عرف عنها الدقة في الأداء والإنتاجیة.

مبيناً أن المملكة وسویسرا وقعتا على مذكرة تفاهم عدم الازدواج الضریبي، وفي سؤال لـ “الرياض” عن حجم التبادل التجاري وما إذا كان هنالك صفقات واتفاقیات عقدت مؤخراً قال: جئنا لمناقشة القطاع المالي في المملكة والتقینا عدة مرات مع وزیر المالیة، ونعرف التوجه في المملكة بهذا الخصوص، ولیس هنالك مشروع محدد حتى هذه اللحظة، فنحن بصدد التشاور ولدینا اجتماعات لمناقشة تطویر القطاع المالي في المملكة، ولیس هنالك اتفاقیات معینة، ولكن مناقشة المصالح المشتركة وكیف نزید من قوة التبادل التجاري حيث بلغ حجم التبادل التجاري بین البلدین ما یعادل حوالي 5.2 ملیارات دولار أمریكي في العام، والشركات السویسریة توظف 12 ألف سعودي في المملكة.

من جهته قال نائب وزير المالية للشؤون المالية الدولية السيد يورغ غاسّر: أن تقویة العلاقات وتوطیدها مع المملكة هو من أهم أولویاتنا في سویسرا، لذلك نحن نسعى لتقویة هذه العلاقات بین البلدین في قطاع الخدمات المالیة ونود أن نناقش أنظمة الشركات المتعددة الجنسیات.

مؤكداً أن اهتمام المملكة واندفاعها باتجاه الانفتاح الاقتصادي سیخدم مصالح البلدین كما قال مستر ماندي حول اتفاقیة الازدواج الضریبي التي بدأت في 2010م، وهذا لیس بشيء غریب فاتفاقیات الازدواج الضریبي عادة ما تأخذ بعض الوقت لتطبیقها ونحن سعداء الیوم بإكمال هذا الملف. إضافة للاتفاقیات التي وقعناها معاً قبل سنة مع المملكة بشأن تبادل المعلومات على مستوى عالٍ من المعاییر العالمیة لذلك هذه الاتفاقیات من شأنها أن تبقي العلاقات بین البلدین قویة، ومن الواجب علینا تعمیق هذه العلاقات بشكل مستمر وهذا ما نسعى له مع وزیر المالیة ووزیر الاقتصاد والتخطیط بالمملكة.

وفي سؤال عن رؤية 2030 قال أولي ماورير: سمعنا عن رؤیة 2030 واعجبتنا المبادئ التي تقوم علیها وكان بودنا أن نكون جزءاً من هذه الرؤیة.

وقد تحدثنا حول القطاع المالي مع وزیر المالیة، وتكلمنا عن الإصلاحات الاقتصادیة وتكلمنا عن مدى المساهمة الاقتصادية التي تسطیع سویسرا القیام بها أو المساهمة بها للتمویل، وسویسرا كما تعلمون هي واحدة من أهم الأسواق المالية وتدیر أكبر أصول مالیة في العالم، ولدینا 260 بنكاً لذلك نحن من أكبر الجهات التي لها القدرة على التمویل وسنكون جاهزین لتلبیة متطلبات المملكة من التمویل متى ما احتاجت والوصول إلى هذه الأموال وإذا كانت المملكة ترید أن تصدر صكوكاً ائتمانية.

وقال وزير المالية السويسري: نحن كحكومة سویسرا نساند رؤیة المملكة ونفهم تطلعاتها وحاجتها إلى مثل هذه الخطط الاستراتیجیة ولدینا الكثیر من الخبرات لمساعدة المملكة على تحقیق تطلعاتها في هذه الرؤیة، والإصلاحات الاقتصادیة الحالیة توفر الكثیر من الفرص الواجب استثمارها بالشكل الأمثل.

وبين: أن رؤیة 2030 تأثیرها الاقتصادي والاجتماعي سیكون كبیراً على المملكة وخبراتنا التي على مدى 100 عام ساعدتنا على المحافظة على أداء اقتصادي جيد يفيد في مساعدة المملكة لتحقیق أهدافها الاقتصادیة، وسیكون له الأثر الإیجابي لیس على المملكة فقط، بل وعلى سویسرا التي كانت قبل 150 عاماً دولة صغیرة قلیلة الموارد فما كان علینا إلا أن استغللنا قوة العقول وحاولنا أن نمیز ونصنع لنا بصمتنا في القطاع المالي لكي نضع لنا مكاناً بالعالم وخبرتنا في هذا المجال باستطاعة دول أخرى الاستفادة منها وباستطاعة هذه الخبرات مساعدة المملكة كذلك في تطویر قطاعها المالي.

يشار أن وزير المالية السويسري السيد “أولي ماورير” يزور المملكة حالياً يرافقه نائب وزير المالية للشؤون المالية الدولية، والسيد يورغ غاسّر، بصحبة مسؤولين من القطاع المالي السويسري.