عرض الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الثلاثاء، خلال كلمته أمام مجلس الأمن الدولي في نيويورك، خطة سلام، تدعو إلى عقد مؤتمر دولي للسلام منتصف العام الحالي يستند لقرارات الشرعية الدولية، وتتم بمشاركة واسعة تشمل الطرفين المعنيين، والأطراف الإقليمية والدولية.

وقال عباس إن مؤتمر السلام يمكن أن يكون على غرار مؤتمر باريس للسلام أو مشروع المؤتمر في موسكو كما دعا له قرار مجلس الأمن 1850، على أن يكون من مخرجات المؤتمر قبول دولة فلسطين عضوًا كاملاً في الأمم المتحدة، وتبادل الاعتراف بين دولة فلسطين ودولة إسرائيل على حدود عام 1967، وتشكيل آلية دولية متعددة الأطراف تساعد الجانبين في المفاوضات لحل جميع قضايا الوضع الدائم حسب اتفاق أوسلو.

واقترح عباس أن تتوقف جميع الأطراف، خلال فترة المفاوضات، عن اتخاذ الأعمال الأحادية الجانب، وعلى رأسها وقف النشاطات الاستيطانية في الأراضي المحتلة، وتجميد القرار الذي يعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ووقف نقل السفارة الأميركية للقدس، وكذلك عدم انضمام دولة فلسطين للمنظمات الدولية.

وطالب عباس، في أول كلمة له أمام المجلس منذ عام 2009، بتطبيق مبادرة السلام العربية كما اعتمدت، وعقد اتفاق إقليمي عند التوصل لاتفاق سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

وأعرب الرئيس الفلسطيني عن الاستعداد لبدء المفاوضات فورًا، معتبرًا أنها الطريق الوحيد للوصول إلى سلام، لكن التعنت الإسرائيلي أفشل جميع الجهود الدولية للتوصل إلى حل.

وأكد الرغبة في أن يعيش الفلسطينيون “بحرية وكرامة بعيدًا عن الحروب والدمار، وبعيدًا عن الإرهاب والتطرف”، مضيفًا أن “مشكلتنا ليست مع أتباع الديانة اليهودية بل فقط مع من يحتلون أرضنا”.

وشدد عباس على أن إسرائيل “تتصرف كدولة فوق القانون الدولي، فقد حولت حالة الاحتلال المؤقتة وفق القانون الدولي إلى حالة استعمار استيطاني دائم، وأغلقت جميع الأبواب أمام حل الدولتين”.

وأكد الاستعداد “الذهاب مشياً على الأقدام إلى أبعد مكان في الدنيا من أجل الحصول على حقوقنا”، موضحاً أن السلطة الفلسطينية ستعرض ما يتم التوصل إليه من اتفاقات مع إسرائيل على استفتاء الفلسطينيين العام. يذكر أن الجمعية العامة للأمم المتحدة اعترفت بفلسطين كدولة مراقبة في عام 2012 على الرغم من مقاومة أميركية، وتعتبر فلسطين والفاتيكان هما الدولتان الوحيدتان اللتان تتمتعان بمركز المراقب في الجمعية.

ومنعت الولايات المتحدة وشركاؤها محاولة سابقة قام بها عباس لتأمين عضوية الأمم المتحدة الكاملة لبلاده في عام 2011.

كما أكد عباس مجددًا استياءه من القرار الأميركي بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل وخطتها لنقل سفارتها هناك من تل أبيب، قائلاً: إنه يتعين التراجع عن هذا القرار من أجل تمهيد الطريق أمام حل الدولتين.

وغادر عباس والوفد المرافق له جلسة مجلس الأمن قبل إلقاء مندوبي إسرائيل والولايات المتحدة كلمتيهما.