أحرزت شركة أرامكو السعودية تقدماً في أعمال بناء أول وأكبر حوض بحري بالشرق الأوسط في مدينة رأس الخير الصناعية بحجم استثمارات تقدر بنحو 15 مليار ريال ويشمل المشروع بناء وتصنيع وهندسة وإصلاح السفن التجارية وصناعة أول ناقلة نفط بحرية عملاقة سعودية المنشأ، وإرساء المنصات البحرية وخدماتها المساندة والتي من المخطط إنجازها 2021 لتسير جنباً إلى جنب لتعزيز أحد أهم أهداف التحول الوطني 2020 بتحويل المملكة من مستوردة للسفن وقطع غيارها إلى مصنع عالمي ومصدر لها، وتوفير 80 ألف فرصة عمل للسعوديين.

وهذا المشروع العملاق مدعوم بتحالف سعودي كوري ضخم تتزعمه شركة أرامكو السعودية والشركة الوطنية السعودية للنقل البحري، وشركة لامبريل، وشركة هيونداي للصناعات الثقيلة، في حين تنظر شركة أرامكو فيما يتعلق بإنشاء الحوض وبحث جدواه الاقتصادية وكافة تفاصيله وعوائده المتوقعة لتعزيز التنمية الاقتصادية في المملكة ودوره في تطوير الصناعات البحرية في المملكة والنهوض بصناعة محركات الديزل البحرية في المملكة.

في وقت تكرس الهيئة الملكية للجبيل وينبع جهوداً جبارة وهي تتولى الإشراف الشامل على مدينة رأس الخير من ناحية توفير التجهيزات الأساسية وخدمات البنية التحتية بتوفير الطاقة الكهربائية والمنافع اللازمة للمجمع البحري، فيما تضطلع أرامكو السعودية على توفير الأراضي المخصصة للصناعات المساندة لمجمع الصناعات البحرية، فيما تقوم الهيئة الملكية بإنشاء البنية التحتية لهذه الأراضي المخصصة للصناعات المساندة للمجمع.

ويتزامن إنشاء الحوض البحري مع بناء أول مصنع صب وتشكيل المعادن في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يشيد إلى جانب الحوض في مدينة رأس الخير الذي تنفذه أرامكو السعودية مع شركات جنرال إلكتريك وسيفيدال إس.بي.أ الإيطالية، وبحجم استثمار مشترك يقدر بأكثر من 1.5 مليار ريال حيث قررت أرامكو أهمية تشييده من جانب سعيها لدعم توطين الصناعات في قطاعي الطاقة والصناعة البحرية جنباً إلى جنباً وتوفير نحو 2000 وظيفة للسعوديين، ومن المخطط بدء تشغيل المصنع العام 2020، متزامناً مع التحول الوطني 2020.

وتخطط أرامكو لتعزيز التكامل في قطاع الطاقة، والتنوع الاقتصادي والصناعي ودعم توطين الصناعات الاستراتيجية في المملكة، في حين تسعى شركة جنرال إلكتريك للنفط والغاز بتسخير خبراتها وتكنولوجياتها في المشروع وتهيئة الآفاق لجذب الشركات الصغيرة والمتوسطة في المملكة لدعم أعمال المصنع، فضلاً عن إتاحة فرص تدريب المهنيين السعوديين وتوظيفهم ورفع كفاءاتهم التشغيلية في أصعدة توريد المنتجات والإصلاح والخدمات المساندة.

وكانت أرامكو وقعت مذكرة اتفاق مع شركة سيفيدال الأوروبية الرائدة في تصنيع الفولاذ والحديد المصبوب، لدراسة جدوى لخدمات صناعة صب وتشكيل المعادن في المملكة، في حين انضمت جنرال إلكتريك لهذه المذكرة لتقديم خبراتها والاستثمار في إنشاء مصنع وفق معايير عالمية عبر الدخول في مشروع مشترك بين الكيانات الثلاثة.

وتعكف أرامكو أيضاً على المضي مع شركائها لتطوير مرفق لتصنيع أجهزة الحفر على اليابسة سعياً لتقديم خدمات بناء الأجهزة الجديدة وخدمات الصيانة والإصلاح والتوضيب لأجهزة الحفر على اليابسة وأنظمتها، وكذلك مشروع لتصنيع محركات الديزل وصيانتها وإصلاحها، وتصنيع المضخات البحرية وإصلاحها، إلى جانب مدينة صناعية للطاقة لتسريع أنشطة التصنيع في قطاع النفط والغاز.