أسهم ترميم عدد من المساجد التاريخية ضمن برنامج إعمار المساجد التاريخية الذي تتبناه الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بالشراكة مع وزارة الشئون الإسلامية ومؤسسة التراث الخيرية إلى عودة الحياة والمصلين لهذه المساجد والتي كان آخرها مسجد المعمار بجدة التاريخية الذي افتتح الأسبوع الماضي بعد انتهاء مشروع ترميمه.

وشهدت هذه المساجد صلوات التراويح على أضواء مصابيح الكهرباء التي تحاكي أشكال المصابيح القديمة، ويفضل عدد من المصلين أداء صلاة التراويح والقيام خلال شهر رمضان في المساجد التاريخية حيث تمتزج الأجواء الإيمانية بعبق الماضي، وحرص الأجداد على صلاة التراويح جماعة في الشهر الكريم.

ويمثل البرنامج الوطني لإعمار المساجد التاريخية أحد أبرز البرامج القائمة والفاعلة في حماية التراث العمراني؛ من خلال ما يشهده من مشاريع يجري تنفيذها حاليا في مختلف مناطق المملكة بهدف الحفاظ على المساجد التاريخية؛ نظراً لمكانتها العظيمة في الدين الإسلامي الحنيف، ولتميز طابعها المعماري الأصيل، إضافة إلى كونها أحد أهم معالم التراث العمراني في المملكة.

وقد أعلن صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني مؤسس ورئيس مؤسسة التراث الخيرية خلال افتتاحه مسجد المعمار بجدة التاريخية يوم الثلاثاء 29 شعبان 1439هـ عن تعديل مسمى برنامج العناية بالمساجد التاريخية، إلى مسمى برنامج إعمار المساجد التاريخية، لافتا إلى بأن مصطلح إعمار أشمل في المعنى من مصطلح العناية لأن الهدف الأهم هو إعمار المساجد بالصلاة.

وتم مؤخرا تأسيس البرنامج في هيئة السياحة والتراث الوطني ليمثل نقلة جديدة للبرنامج الذي تبنته مؤسسة التراث الخيرية بالتعاون مع وزارة الشئون الإسلامية منذ أكثر من 17 عاما وتم من خلاله ترميم (25) مسجدا حتى الآن في مختلف مناطق المملكة.

وقد حظي البرنامج بدعم من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ـ-حفظه الله- ، حيث أعلن مؤخراً صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني مؤسس ورئيس مجلس أمناء مؤسسة التراث الخيرية؛ عن تبرع خادم الحرمين الشريفين بنفقات ترميم مسجد الحنفي التاريخي في جدة التاريخية الذي صلى فيه الملك عبدالعزيز –طيب الله ثراه-، كما أعلن سموه بعد رعاية خادم الحرمين الشريفين مؤخراً لافتتاح حي البجيري بالدرعية التاريخية عن رعاية خادم الحرمين لبرنامج خاص للعناية بالمساجد التاريخية في محيط مشروع الدرعية التاريخية، والذي يشمل ترميم 34 مسجداً تاريخياً تعمل على إنجازه كل من الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني ووزارة الشؤون الإسلامية والهيئة العليا لتطوير منطقة الرياض.