لقي برنامج إعمار المساجد التاريخية، الذي تنفذه الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بالشراكة مع وزارة الشؤون الإسلامية ومؤسسة التراث الخيرية، تفاعلا من عدد كبير من المحسنين الذين تبرعوا بترميم عدد من المساجد التاريخية استجابة لدعوة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز الذي أطلق البرنامج ويشرف شخصيا عليه.وأكد عدد من أهل الخير والعطاء المتبرعين بترميم عدد من المساجد التاريخية في مختلف مناطق المملكة، أن ترميم المساجد التاريخية أولوية دينية يُنال بها الأجر والثواب من رب العالمين، ثم أنها ضرورة ثقافية لأنها شواهد تاريخية تروي للأجيال الحاضرة ماضي السلف وتصور تطور فن العمارة في المملكة، منوهين بجهود برنامج اعمار المساجد التاريخية في صيانة والاهتمام ورعاية مواقع التاريخ الإسلامي في المملكة، واصفين البرنامج بالفريد من نوعه يؤدي واجبا دينيا ووطنيا.

إحياء الركام

وأوضح عبدالله البازعي الذي تبرع بترميم مسجد العوني بمنطقة القصيم أن مسجد الشاعر العوني -رحمه الله- كان ركاما يثير شجن كل من مر به، خاصة أن هذا الشاعر الشهير هو ابن قرية الربيعية حيث ولد وترعرع فيها، مشيرا إلى أنه تأثر بمنظر المسجد وما يمكن أن يرويه للأجيال، لافتا إلى أنه بادر بترميمه بدعم من الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني. وأكد أن العناية بالمساجد التاريخية أولوية دينية ثم ضرورة لحفظ شواهد تاريخية تروي للأجيال الحاضرة ماضي السلف كما تصور تطور فن العمارة في المملكة، داعيا أهل الخير والبذل إلى المبادرة بترميم المساجد التاريخية لتحصيل الأجر والثواب من الله تعالى.

ونوه بالجهود المبذولة في برنامج إعمار المساجد التاريخية في صيانة والاهتمام والعناية بكل ما يعنى بالمساجد التاريخية وضمان استمراريتها.

تحقق حلمي

من جهته، قال مساعد بن منيف المنيفي الذي تبرع بترميم مسجد الشيخ عبدالرحمن المنيفي بمحافظة الزلفي: بدأت الفكرة كإعادة بناء للمسجد لتأثره بالأمطار وخطورة الصلاة داخله لأنه لم يتم تجديده منذ سنوات، وقبل أكثر من عشر سنوات صليت في أحد المساجد وأعجبتني طريقة بنائه حيث تم استخدام المواد الطينية للبناء مع مواكبته للتقنية الحديثة، فآثرت أن يكون تجديدًا للمسجد القديم الذي يذكرنا بنشأتنا بدلاً من إعادة بنائه، ثم بدأت البحث عن طريقة تجديده بالمواد الطينية حتى توصلت لها وتحقق حلمي في تجديد هذا المسجد.

وأكد أن إعمار المساجد التاريخية، برنامج رائد تبناه صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني وهو فريدٌ من نوعه ودافعه ديني ووطني، مشيرا إلى أن التبرع بترميم المساجد بالعموم له عظيم الأجر عند رب العزة والجلال وبالأخص المساجد العتيقة، مشددا أن المساجد تلقى عناية كبيرة في المملكة خاصة أن عمرانها يعكس مدى حضارة مدن المملكة التي تتميز بتنوع معماري واسع.

قيمة دينية

بدوره، قال علي العضيب الذي تبرع بترميم مسجد عسيلة بمنطقة القصيم: بادرت إلى ترميم مسجد عسيلة بمحافظة البدائع من خلال برنامج إعمار المساجد التاريخية، انطلاقا من واجبي كأحد سكان المحافظة، وللقيمة التاريخية والحضارية للمسجد.

وأكد أهمية التبرع لترميم المساجد التاريخية لما كانت عليه في شكلها التراثي وصيانتها لتبقى شامخة وتقام فيها الصلوات لما للمسجد من أهمية وقيمة في ديننا الإسلامي، داعيا المواطنين للتبرع لترميم المساجد التاريخية لكسب الأجر والثواب من الله تعالى، منوها بالدور الذي يقوم به برنامج إعمار المساجد التاريخية في العناية والاهتمام بمواقع التاريخ الإسلامي.

مبادرة الأعمار

وكان الأمير سلطان بن سلمان قد تبنى برنامج إعمار المساجد التاريخية في إطار اهتمام سموه بكل ما له صلة بخدمة بيوت الله والتراث العمراني الإسلامي، حيث بدأت مؤسسة التراث الخيرية القيام بدورها في الاهتمام بالمساجد في المملكة، وأخذت على عاتقها منذ بداية إطلاقها للبرنامج العام 1418هـ أهمية توثيق وترميم عدد من المساجد العتيقة في مناطق المملكة.

ويشمل نطاق العمل حصر المساجد المعنية، ووضع خطة علمية لتوثيقها، وترميمها بالطريقة التي تضمن المحافظة على طابعها العمراني، كما يشمل العمل وضع برنامج زمني، وميزانية تقديرية لترميم المساجد التي تم حصرها، وتأهيلها وإعادة بناء بعضها، بالإضافة إلى وضع تصور حول إنشاء وقف استثماري يدعم ما تحتاج إليه المساجد من صيانة مستقبلاً.

وحقق البرنامج عددا من الإنجازات من أبرزها حصر أكثر من 1140 مسجدا تاريخيا في مناطق المملكة، وترميم وتأهيل 80 مسجدا تاريخيا في مناطق المملكة، وتحديد قائمة المساجد المستهدفة ذات الأولوية في مناطق المملكة وعددها 130 مسجدا تاريخيا، وتنفيذ مشروع التوثيق المعماري والتاريخي (أطلس المساجد التاريخية رقم1) ويشمل عدد 50 مسجدا تاريخيا، إضافة إلى تأسيس صندوق المساجد التاريخية في الهيئة لاستقبال التبرعات.