فيما سجلت مؤشرات اقتصادية متخصصة انخفاضاً في أسعار الغذاء العالمية خلال شهر يونيو الماضي بلغ حسب مؤشر منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو)1،3 % قياسا بالشهر السابق له، وأكد عدد من التجار إمكانية استجابة وتأثر أجزاء من الأسواق المحلية بذلك التراجع، مشيرين إلى أن تلك الأجزاء تمثل فئة التجار الذين يستجيبون لمثل هذه المتغيرات بدلاً من استغلالها لصالحهم حال الارتفاع في السعر والبقاء على الأسعار المرتفعة عند الانخفاض.

وقال الدكتور سليمان العييري رئيس اللجنة الوطنية التجارية بمجلس الغرف السعودية لـ”الرياض”: إن الأسواق المحلية مرتبطة بشكل كبير بالأسواق العالمية التي يتم الاستيراد والتوريد منها، وعادة ما يعمد التجار من كبار المستوردين إلى أخذ التغيير في الأسعار عين الاعتبار ضمانا منهم لعمد المنافسة، في حين تكون هناك فئات لديها مخزون بأسعار مرتفعة يضر بها مجاراة الأسعار المتراجعة فتبقى على السعر القديم وحين انتهاء المخزون تباشر بالبيع بالسعر لتلك الفترة، وهناك فئة أخرى وهي فئة للأسف تقوم باستغلال التغيرات الحاصلة في الأسعار العالمية لصالحها دون النظر لأي اعتبارات أخرى وللأسف هي فئة موجودة. وأشار العييري إلى أن أسعار الغذاء المستورد خلال الفترة الماضية كانت متراجعة ولذلك لم نر أي ارتفاع في أسعار كثير من السلع كالسكر والأرز في حين كانت هناك أغذية مصنعة محليا تم رفع سعرها.

من جهته قال الخبير التجاري الدكتور محمد أمين قشقري إن تأثر الأسعار في السوق المحلي وارد عند حدوث تغيرات بنسب كبيرة في الأسعار العالمية وثبات تلك النسب المتغيرة لفترة كافية لحدوث التغيير ولكن التغيرات بنسبة بسيطة لا تشكل فرقا محليا كبيراً في العادة.

وبين قشقري أن رفع بعض منتجي الألبان لأسعار منتجاتها مؤخرا قد يرجع لأسباب خاصة تعيشها تلك الشركات مثل تغير تكلفة الإنتاج والطاقة والعلف ولكن يبقى البديل المناسب لتلك المنتجات متاحا أمام المستهلك وله الحرية في التحول له.

ونقلت رويترز عن منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو) يوم الخميس أن أسعار الغذاء العالمية انخفضت في يونيو على أساس شهري بفعل تراجع أسعار الذرة والقمح. وسجل مؤشر فاو لأسعار الغذاء، الذي يقيس التغيرات الشهرية لسلة من الحبوب والزيوت النباتية ومنتجات الألبان واللحوم والسكر، 173.7 نقطة في المتوسط الشهر الماضي بانخفاض 1.3 بالمئة عن مايو.

وقالت فاو في بيان “شهدت معظم الأسواق بشكل عام أداء أضعف في الآونة الأخيرة، وهو ما يرجع بدرجة كبيرة إلى زيادة التوترات في العلاقات التجارية العالمية”. وقالت “فاو” إن من المتوقع أن يصل إنتاج الحبوب العالمي في 2018 إلى 2.586 مليار طن بانخفاض 64.5 مليون طن أو 2.4 بالمئة عن مستوى الإنتاج القياسي في العام 2017. وقالت: “التراجع على أساس سنوي يرجع في الغالب إلى الانخفاض المتوقع في إنتاج الذرة”.