يطالب الكثير من المختصين والمهتمين في شؤون السفر والسياحة في منطقتنا، سياح الصيف المتجهين صوب مختلف دول العالم بضرورة التخطيط للسفر قبل الرحلات بوقت كافٍ، وذلك لسببين مهمين، أولهما عدم التنغيص على رحلة السفر السنوية بسوء التقدير للصرف في أولها بتبذير، ومن ثم التقتير في نصفها الأخير، وبالتالي تصبح السفرة هماً وغماً، بدل أن تكون محققة للاستجمام والاستمتاع، وثاني الأسباب الاستفادة من وقت الرحلة واستغلاله على وجه مثالي في التعرف على مواقع جديدة وثقافات مختلفة، وزيارة معالم العالم السياحية.

ويأتي في الأهمية الأكبر للترشيد في السفر، تحقيق التوفير العام في ميزانية الأسرة على مدار العام، وبالتالي مواجهة مشكلات الاحتياج للمصاريف لما بعد رحلة العودة من السياحة، وخاصة أن نسبة كبيرة ممن يعود من إجازه صيف هذا العام يكون مع حلول مناسبة عيد الأضحى المبارك، وبعده بأسبوعين فقط تبدأ السنة الدراسية الجديدة، وكل ذلك بلا شك بحاجة لمصاريف متنوعة تثقل ميزانية الأسر السعودية عادة، وتشتكي منها أغلب المنازل، يضاف إلى كل ذلك كثرة مناسبات الصيف من زواجات وغيرها من المناسبات المجتمعية المرتبطة بفترة الصيف، ولهذا فإن مطلب تحديد سقف ميزانية السفر بمبلغ محدد ومناسب دون الاعتماد على قروض التمويل الشخصي يعتبر ضرورة قصوى، فهناك بعض المسافرين يستنزف عادة للدخل الشهري، بعد العودة من الرحلة السياحية، عبر استرداد ما صرف من بطاقات الائتمان خلال السفر، وأحياناً يكون هناك فوائد كبيرة على هذه البطاقات تزيد الأمر سوءًا.

ومشكلة السفر عند بعض السعوديين، وخاصة ذوي الدخل المتوسط، أنه قد يدخل في دائرة المباهاة الاجتماعية والتقليد غير المقنن، ليس في فكرة السفر بحد ذاتها للترويح فقط، ولكن في بعض الأحيان حتى في اختيار الوجهة والدولة، ونوعية السكن ووسيلة التنقل واختيار المنتجعات، بدون النظر للتكلفة وختلافها ما بين البلدن، ومستلزمات التأشيرة وتذاكر الطيران، ونوعية الفنادق ووسيلة النقل وغيرها من احتياجات السفر المعتادة، فأهمية الالتزام والنظر للرحلة السياحية كنوع من الكماليات، وأنها ليست ضرورة لا غنى عنها، وأن الترويح يمكن أن يكون عبر بدائل مختلفة، وأن السفر قد يؤجل من عام إلى آخر حتى توفر له الميزانية المطلوبة والكافية، وبالتالي ترتيب الضرورات التي يحتاجها رب الأسرة لذويه في عام كامل، وتكون رحلة السفر محققها لغرضها وفي الوقت نفسه لا تؤثر على الالتزامات والاحتياجات المعتادة بعد رحلة السفر، وعلى مدار الشهور الطويلة خاصة للسنة الدراسية.