بدأت الشكوك والمخاوف تؤرق منتجي البولي إيثيلين في الولايات المتحدة الأميركية بعد نشوب الحرب التجارية الصينية الأميركية والتي اندلعت شرارتها من الولايات المتحدة والتي شرعت بفرض رسوم جمركية وتعريفات على 1600 منتج صيني بقيمة 600 مليار دولار من ضمنها البولي إيثيلين، حيث تمحورت الشكوك حول المستقبل الغامض والشائك لهذا المنتج والذي تهيمن الولايات المتحدة في إنتاجه على المستوى العالمي في وقت تشهد شركات البولي إيثيلين الأميركية أعلى درجات التنافس فيما بينها للتصدير للصين والتي تمثل أسواقها نسبة 6.5 % من إجمالي واردات الصين حيث استوردت الصين 155 ألف طن من البولي إيثيلين المنخفض الكثافة من الولايات المتحدة العام 2017، من إجمالي 2.4 مليون طن من واردات الصين من جميع أنحاء العالم.

وتكمن المخاوف في التوسعات الضخمة والمشروعات الجديدة للبولي إيثيلين في أميركا والتي سوف تضيف 10.8 ملايين طن متري سنوياً خلال 2018 – 2022 من ضمنها مشروع “سابك” و”إكسون موبيل” وتحالفهما في بناء مجمع مشترك للبتروكيميائيات في مقاطعة سان باتريسيو بولاية تكساس على ساحل الخليج الأميركي بحجم استثمارات تقدر بقيمة 20 مليار دولار؛ حيث يضم المجمع وحدات لإنتاج البولي إيثيلين، ويتضمن المشروع إنشاء وحدة لتكسير الإيثان بتقنيات خاص ومواصفات عالمية لإنتاج طاقة 1.8 مليون طن سنوياً من الإيثيلين كأضخم مصنع من نوعه في العالم، إضافة إلى وحدات خاصة بالمشتقات لمنتجات البولي إيثيلين، والمونو إيثيلين جلايكول.

وتنفذ شركة “داو كيميكل” خمسة مشروعات للبولي إيثيلين بمختلف درجاته في الولايات المتحدة بطاقة 1.8 مليون طن متري سنوياً في ولايات تكساس ولويزيانا وساحل الخليج الأميركي من المخطط إنجازها خلال الفترة 2018 – 2022، فيما تنفذ شركة “إكسون موبيل” مشروعين بطاقة 1.9 مليون طن في موقعين في تكساس، بينما تنفذ شركة “شيفرون فيليبس” مشروعا بطاقة مليون طن في تكساس، وشركة “شل” بطاقة 1.6 مليون طن في بنسلفانيا، وشركة “اينوس/ ساسول” في مشروعين بطاقة 1.4 مليون طن في تكساس ولويزيانا، إضافة إلى شركات “فورموزا” للبلاستيك بطاقة 800 ألف طن، و”ليونديل باسل” بطاقة 500 ألف طن، و”توتال/نوفا” بطاقة 625 ألف طن، ونوفا للكيميائيات بطاقة 430 ألف طن، و”بي تي تي” للكيميائيات العالمية بطاقة 700 ألف طن.

وكانت الصين قد قامت بتخفيض ضريبة القيمة المضافة على قطاع التصنيع من 17 % إلى 16 % في شهر مايو الماضي بهدف تعزيز الطلب المحلي للبولي إيثيلين على المدى القصير، في حين أن المتداولين اتجهوا أكثر ميلاً للتخزين لتوسعة هوامشها، وبالتالي ستبقى الصين المستهلك الرئيس للبولي أوليفينات مع استهلاك أعلى للبوليمرات البكر.